“موسكو تايمز”: القمة اللغز.. لماذا يلتقي بوتين وبايدن

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا تراجعاً مطرداً على مدى السنوات القليلة الماضية، مع تعليق جميع الاتصالات الرسمية باستثناء القليل منها، وتبادل الطرفان بانتظام اللكمات التي غالباً ما تتجاوز الممارسات الدبلوماسية العادية.
وبالنظر إلى الوضع الحالي للعلاقات بين البلدين، شكك العديد من المراقبين بشكل غير مفاجئ في الدوافع وراء عقد قمة أمريكية/ روسية مبكرة، مستبعدين أنها ستؤتي ثمارها.
ولكن على الرغم من ذلك، فإن الرئيسين بوتين وبايدن يدركان تماماً المخاطر السياسية، وقررا عدم تأجيل الاجتماع أكثر من ذلك، وهكذا أوضح قادة القوى النووية البارزة في العالم أنهم يرون خطورة الوضع الحالي وليس لديهم أي نية للتنصل من المسؤولية التي يتحملونها تجاه الأمن الدولي.
تم البدء بتحريك عجلات القمة، حيث ينشغل الدبلوماسيون وكبار المسؤولين في تسوية التفاصيل، ويعمل الجانبان عن كثب على عدد من الملفات الثنائية، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية التي تتطلب التفاعل الروسي/ الأمريكي، وقد رحَّب المجتمع الدولي بشكل عام باستئناف الحوار بين البلدين.
كما هو الحال عادة في الفترة التي تسبق الأحداث الدولية الكبرى، ويتساءل الجميع عن ما قد تخبئه القمة القادمة؟.
ولكن مهما كانت التوقعات والأسباب المنطقية وراءها، يجب أن ننطلق من حقيقة أن العلاقات الأمريكية/ الروسية محددة بما هو ممكن وما هو غير ممكن وسط السياق الحالي، ما يجعل نتيجة الاجتماع في نواحٍ كثيرة قابلة للتنبؤ إلى حد ما، ونظراً لأن المسؤولين عن تهيئة المشهد للاجتماع والذين يتمتعون بخبرة كبيرة في التواصل مع بعضهم البعض، فهذا يمكننا أن نفترض أنه لن تكون هناك إخفاقات مزعجة بشأن المناقشات في جنيف.
إذاً ما الذي يمكن أن نتوقعه من حوار جنيف بين بايدن وبوتين؟.
أولاً، الاجتماع القادم بين رئيسي الولايات المتحدة وروسيا هو بلا منازع حدث دولي ضخم بغض النظر عما يقوله الناس عن توازن القوى وإسقاطات التأثير في القرن الحادي والعشرين، أو ظهور نظام عالمي متعدد الأقطاب، وإن تواصل واشنطن وموسكو لعب دوراً فريداً في الشؤون الدولية سيشكل اتجاه الأحداث العالمية إلى حد كبير، وفي حال شهدت القمة عودة الحوار السياسي، فإن ذلك سيفتح فرص تفاعل عملية بين البلدين حول عدد من قضايا الأمن الدولي التي تتصدر جدول الأعمال.
ثانياً، يمكن أن يرسل اجتماع جنيف القادم إشارة إلى حلفاء الولايات المتحدة، وخاصة في أوروبا، الذين امتنعوا حتى الآن عن الدخول في حوار مع موسكو حول القضايا الأمنية الأوروبية الأطلسية والعالمية خوفاً من رد فعل واشنطن، كما يمكن أن يجعل الحياة أسهل بالنسبة للبلدان في المناطق الأخرى التي قد تكون على استعداد لتعزيز العلاقات مع واشنطن، بينما تتمتع بشراكة استراتيجية مميزة مع موسكو.
ومن ناحية أخرى، يمكن اعتبار الاتفاق على العودة التدريجية للحوار حول التهديدات الأمنية الحديثة نجاحاً مهماً بالرغم من وجود الكثير من الاختلافات بين روسيا والولايات المتحدة ووجهات نظرهما المتعارضة بشأن النظام العالمي الحديث وكيف ينبغي أن يعمل.
ويُعد الحد من الأسلحة الاستراتيجية موضوعاُ رئيسياً على جدول الأعمال الأمريكي الروسي، فقد أدى التمديد الأخير لمعاهدة ستارت الجديدة إلى كسب الوقت ومنع انهيار نظام الحد من التسلح الثنائي. ويتعين على الدول الآن تطوير نموذج جديد للحد من التسلح من شأنه أن يعكس بشكل أفضل المشهد العسكري والسياسي والعسكري للقرن الحادي والعشرين.
أما بالنسبة إلى الاستقرار الاستراتيجي فهو يعني التعاون الوثيق أو على الأقل، تنسيق الإجراءات التي يتخذها الجانبان في معالجة التحديات الخارجية المشتركة وأهمها: الإرهاب الدولي، وتغير المناخ، ووباء كورونا، وخطر الكوارث، والهجرة، والتهديدات في الفضاء الإلكتروني، وغيرها الكثير، ولكن لسوء الحظ ، سيجد الجانبان صعوبة في التوصل إلى أي اتفاقيات محددة ، حيث إن لديهم آراء مختلفة بشكل كبير حول طبيعة هذه التحديات وطرق مواجهتها.
كما يجب تصنيف المشكلات الإقليمية التي يشترك فيها البلدان بشكل مباشر أو غير مباشر على أنها قضايا استراتيجية، إيران وأفغانستان وكوريا الشمالية وسورية واليمن وأوكرانيا، هذه كلها مواضيع يحتاج فيها الجانبان إلى زيادة التفاهم المتبادل وتوضيح الدوافع والتوقعات، حيث يمكن أن يوفر ذلك بداية لتسوية مستقبلية، وبالطبع سيكون هذا حافزاً للعمل نحو التوقيع النهائي على مختلف الاتفاقات المتعددة الأطراف.
على الأرجح ستكشف القائمة السريعة للمشاكل التي تواجه العلاقات بين واشنطن وموسكو عن مدى صعوبة جدول أعمال القمة القادمة وسيكون الحديث في جنيف حتماً محدداً للغاية، ولكن بما أن الطرفين اتفقا على الاجتماع، على أمل أن يكون ناجحاً، يحتاج الجانبان إليه ليكون ناجحاً، إلا أن العالم ينتظر الأخبار من جنيف بأمل وتفاؤل.
المصدر:
The Moscow Times

آخر الأخبار
أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً