الثورة أون لاين- عائدة عم علي:
توسيع دائرة الاستيطان عبر سياسة تهجير الفلسطينيين قسرياً بقوة الإرهاب والسلاح، هو ما دأبت عليه قوات الاحتلال الصهيوني من خلال ممارسة أعتى أنواع الإرهاب الممنهج بحقهم بهدف دفعهم إلى مغادرة منازلهم وأراضيهم، وهو الهدف الذي يسعى الاحتلال لتحقيقه من وراء مواصلة جرائمه والممارسات القمعية، ناهيك عن سرقة الأراضي الزراعية والتي تتناوب سلطات الاحتلال مع قطعان المستوطنين على ارتكابها بحق الفلسطينيين بشكل يومي، وسط صمت دولي مطبق وعدم تحمل المنظمات الأممية مسؤولياتها التي يفرضها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة تجاه جرائم الاحتلال وانتهاكاته.
وزارة الخارجية الفلسطينية لطالما أدانت سياسة الاستيطان الممنهج لما يحمله من تداعيات خطيرة على الوجود الفلسطيني، وقد جددت إدانتها اليوم للمشروع الاستيطاني الاستعماري التوسعي الذي يستهدف كامل منطقة جنوب نابلس، وتنفذه سلطات الاحتلال وأذرعها المختلفة بشكل يومي، عبر سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية وتخصيصها لتعميق وتوسيع المستوطنات القائمة.
وفي بيان صحفي أشارت الخارجية إلى أنها طالما حذرت من هذا المخطط الاستيطاني، خاصة عندما بدأت اعتداءات المستوطنين الاستفزازية ضد المواطنين في بلدات وقرى منطقة جنوب نابلس، والتي انطلق اغلبها من بؤرة الإرهاب المسماة “يتسهار”، مؤكدة أن هذه المشاريع الاستيطانية، تتطلب من المجتمع الدولي ردود فعل أكثر حزما وشدة وعدم التراخي معها لخطورتها وخطورة ما سينتج عنها لاحقا.
مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، أكد في هذا السياق أن سلطات الاحتلال أودعت مخططا كبيرا لتوسعة ما يسمى مستوطنة “شفوت راحيل”، بإضافة 534 وحدة استيطانية جديدة، على حساب أراضي المواطنين الفلسطينيين جنوب نابلس، مشيراً إلى أن إقرار المخطط الجديد سيضاعف الاستيطان إلى نحو خمس مرات في المستوطنة التي أقيمت عام 1991، على أراضي الفلسطينيين جنوب نابلس.
وأكد أن الوثائق التي صادق عليها ما يسمى “مجلس التخطيط الأعلى” نهاية شهر أيار المنصرم لتوسعة ما يسمى مستوطنة “شفوت راحيل”، تبين أن البناء سيتم على مساحة تقدر بـ376 دونما من أراضي الفلسطينيين لتوسيع مساحة الأرض التي تحتلها المستوطنة، لافتاً إلى أن الخطة تستهدف تغيير تخصيص الأراضي من زراعية إلى مناطق سكنية، ومنطقة مبانٍ ومؤسسات عامة وتجارية، ومساحات مفتوحة ومرافق هندسية ومنطقة التخطيط المستقبلي وطرق.
وبالتوازي مع المخطط الاستيطاني التوسعي الجديد، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة خيام سكنية في التجمع البدوي قرب قرية الطيبة شرق رام الله، وذلك بعدما داهمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال التجمع، وهدمت خيام المواطنين واستولت على ممتلكاتهم كافة، وفق ما ذكرته وكالة وفا الفلسطينية، التي أشارت إلى أن هذا الاعتداء يأتي بعد أيام من عملية هدم مماثلة لخيام أربع عائلات في منطقة مجاورة، لكن الجديد هو أن العائلات كانت في السابق تتحدى الهدم بإعادة البناء فيما تبقى من ممتلكات، لكن هذا أصبح غير ممكن بعد قيام الاحتلال بالاستيلاء على الخيام بعد هدمها، موضحة أن عمليات الهدم في تلك المنطقة تأتي ضمن مخطط احتلالي كبير لإخلاء كافة التجمعات البدوية الواقعة بين محافظتي رام الله والبيرة وأريحا.
وفي سياق الاعتداءات اليومية على الشعب الفلسطيني، فتشت قوات الاحتلال منازل في الخليل، واستدعت عددا من المواطنين لمراجعة مخابراتها، عقب اقتحامها بلدة سعير شمال شرق المدينة، كما نصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مدخل بلدة الظاهرية، ومدخل مخيم الفوار، وأوقفت مركبات المواطنين وفتشتها ودققت في بطاقاتهم الشخصية.
بالتزامن قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن قوات القمع التابعة لإدارة السجون الإسرائيلية، اقتحمت قسم (12) في سجن عوفر، واعتدت عليهم بالضرب ونقلتهم جميعاً من قسم (12) إلى قسم (18)، مشيرة إلى أن قوات القمع حطمت مقتنيات الأسرى ما تسبب بحالة من السخط والتوتر في صفوفهم.
في الأثناء اقتحم مستوطنون ساحات المسجد الأقصى المبارك بحماية شرطة الاحتلال، وقد بلغ عدد المقتحمين 58 مستوطنا حسب أرقام دائرة الأوقاف بالقدس المحتلة، حيث اقتحموا المسجد عبر باب المغاربة على شكل مجموعات ونفذوا جولات استفزازية في باحاته
