الثورة أون لاين – يونس خلف :
لن تكون هناك نتائج وإجراءات لجولة وزير الزراعة والاجتماع الموسع الذي عقده حول تسويق الحبوب في الحسكة كما كان المأمول من هذه الجولة ، فقبل مغادرته صرح بأن سعر شراء القمح ثابت وفقاً لمؤتمر الحبوب ، وإن موضوع المقاييس والمواصفات التي تتحكم باستلام الأقماح من المنتجين قابلة للدراسة إذا لم يؤثر تعديلها على الهدف الأساسي من استلام القمح وتخزينه ، رغم أن السيد الوزير أقر بوجود مشكلة حقيقية في التسويق وشاهد الكميات القليلة المستلمة التي لم تتجاوز ٢١٨ طناً في مركز الثروة الحيوانية بالقامشلي ، يضاف إلى ذلك ما اعتبره كل من شارك في الجولة وحضر الاجتماع جواباً نهائياً من السيد وزير الزراعة عندما قال تم تعديل مواصفات شراء الأقماح ورفع الأجرام من 16 إلى 23 بالمئة على أن تتم غربلتها بعد استلامها ، بمعنى أنه لا جديد بعد ذلك التعديل الذي تم في مؤتمر الحبوب . إلا أن رئيس الاتحاد العام للفلاحين طالب بضرورة الإسراع إلى إجراءات وحلول إسعافية تجعل حبة القمح تصل إلى مستودعات مؤسسة الحبوب وتنقذ الفلاح من سرقة أو هدر مصدر رزقه .
جولة وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا التي شارك فيها وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب المهندس ملول الحسين
ومحافظ الحسكة اللواء غسان خليل ورئيس الاتحاد العام للفلاحين أحمد ابراهيم وأمين فرع حزب البعث العربي الإشتراكي تركي حسن وقائد الشرطة شملت مركز الثروة الحيوانية لتسويق الحبوب بالقامشلي الذي لم تتجاوز كميات القمح المستلمة فيه ٢١٨ طناً ، ولذلك كانت تعليمات الشراء، والمقاييس والمواصفات هي محور النقاش الذي جرى في مركز التسويق لدرجة أن وزير الزراعة طرح فكرة ربما رأى أنه من خلالها يمكن تجاوز الضعف الواضح في عمليات التسويق وهي إمكانية إلغاء الثقل النوعي من مواصفات ومقاييس الشراء ، والأمر الآخر الذي توقف عنده المشاركون في الجولة هو شكاوى الفلاحين من استلام كافة الكميات المسوقة بدرجة ثالثة ورابعة رغم أن الأقماح من الإنتاج المروي ويفترض أن تكون درجة أولى أو ثانية .
وفي الاجتماع الموسع الذي تم خلاله مناقشة كل ما يتعلق بالنشاط الزراعي أوضح وزير الزراعة أن الهدف من الزيارة هو الإطلاع على الواقع الزراعي بالمحافظة والتعرف على الصعوبات التي تواجه عمليات تسويق الحبوب في الحسكة والشؤون الزراعية بشكل عام ، مشيراً إلى أنه تبين من خلال الجولة الأثر الكبير للتغيرات المناخية على المحاصيل الشتوية وبأن كافة المساحات المزروعة بعلاُ قد خرجت من الإنتاج يضاف إلى ذلك أن المساحات المروية أيضاً تراجع إنتاجها بحدود ٥٠% وبالتالي فقدت المحافظة حاجتها من البذار اللازم للموسم الزراعي القادم، وأيضاً نتيجة خروج محصول الشعير عن الإنتاج هناك مشكلة حقيقية في في تامين الأعلاف للثروة الحيوانية ولذلك باتت الضرورة ملحة لاستلام إنتاج القمح المروي ووضع التسهيلات الممكنة أمام الأخوة الفلاحين لتسليم أكبر كمية ممكنة من الأقماح، أما ما يتعلق بالأعلاف فتبين أن هناك شكاوى من الأخوة الفلاحين لكن الأعلاف متوفرة إلا أنه تبين وجود إشكالية في عملية التسجيل والإحصاء للثروة الحيوانية وهي مشكلة إدارية وقد تم التوجيه لمديرية الزراعة بإقامة وحدة إنتاجية في كل قرية لتسجيل البيانات اللازمة للفلاحين لتأمين احتياجات الثروة الحيوانية لأنها في مأزق حقيقي ولذلك سيتم تأمين اللقاحات وفتح دورة عافية جديدة لتحقيق الاستقرار للثروة الحيوانية .
اما رئيس الاتحاد العام للفلاحين أحمد صالح إبراهيم فقد أكد أن وجود ضعف واضح في عمليات التسويق وصعوبات تواجه الأخوة الفلاحين أهمها المقاييس والمواصفات الخاصة بالاستلام ولذلك لا بد من تعديلها ضماناً لعدم خسارة الفلاح مصدر رزقه وفي نفس الوقت استلام كل حبة قمح عبر ماكز مؤسسة الحبوب .
محافظ الحسكة اللواء غسان خليل أوضح أن السبب الأساسي في معاناة الأخوة الفلاحين الظروف الاستثنائية الصعبة في محافظة الحسكة والنتيجة عن وجود الاحتلالين الأمريكي والتركي والميليشيات التابعة لهما ، والمعاناة تبدأ من عدم تمكن الأخوة الفلاحين من الوصول إلى حقوقهم مروراً بمنغصات التسويق ووصولاً إلى قطع الكهرباء والمازوت ومستلزمات الإنتاج ، إلا إن الفلاح مستمر في التحدي وثقتنا كبيرة بالاخوة الفلاحين الذين يدفعهم حسهم و انتماءهم الوطني للتغلب على كل الصعاب ، ففي موسم العام الماضي تمكنوا من تسويق أكثر من ٢٠٠ ألف طن من القمح لمراكز الحبوب ولم تمنعهم كل الأساليب القمعية سواء قطع الطرق أو الحواجز أو التهديدات من إيصال القمح إلى أهلهم في المحافظات الأخرى.
وماذا بعد :
إذا كانت هذه بعض وقائع جولة وزير الزراعة ومشاهداته وما سمعه من الفلاحين والمسؤولين بالمحافظة ، وإذا كانت الوقائع كلها تؤكد أن عمليات استلام الأقماح لا تسير في الاتجاه الصحيح وإن الأمر يتطلب إجراءات تضمن استلام كل حبة قمح كما هو مأمول فهل ننتظر حتى ينتهي الوقت المعتاد للتسويق دون أن نفعل شيئاً وتكون حبة القمح قد أصبحت ليست بأيدينا وإنما بأيدي الذين يترصدون سرقتها ونهبها لتجويعنا . نقول ذلك لأن القمح أيضا ُ معركة ويبدو ثمة خواصر ضعيفة في هذه المعركة تتسبب بالضرر للقمح والفلاح معاً نتيجة وجود الكثير من النقاط التائهة عن حروفها ، والمشكلة تتفاقم اكثر عندما تظل الحروف تائهة رغم المشاهدات والاجتماعات والنداءات .. والجولات الميدانية ايضاً .