ثورة أون لاين: حملت رايس يوماً مشروعها للعرب مبشرة بشرق أوسط جديد، كنا على قناعة أن حملها لحلمها كاذب( شيطاني) كما يقول أهل الشام.
هل لإخوة الشيطان حَمْل فعل إلا ومنتجه شيطاني، فالإناء لا ينضح إلا بما فيه.
ما يحدث للأمة اليوم هو نتاج عشرات السنين، رسمت فيها المؤامرات على خارطة الوطن العربي. وازدادت شراسة بعد انتصار تشرين على العدو الصهيوني،نصر القرن العشرين، الذي حرر الإرادة العربية وعرّى الجيش الصهيوني وسلاحه الذي لا يقهر. وزرع الثقة في مقدرات الجندي العربي.
إن إحراز النصر الذي شارك فيه كل العرب تقريباّ. بأسلحة مختلفة كان آخر سلاح أشرك فيها النفط العربي. مما بث الذعر في الأدمغة الاستعمارية من بقاء هذا السلاح خالصاّ للعرب. خاصة بعد رفع شعار بترول العرب للعرب وتبنيه من قبل الشعب العربي في شارعه العريض.
كان هذا المؤشر الأول في إعلان لائحة الضغينة على العرب، بعد طرد الاستعمار من كل الوطن الذي مزقوه بمؤامرة سايكس بيكو. وازدادت النار استعاراّ خشية امتلاك العرب للنفط والتوجه للعمل العربي المشترك؛ الذي قد يحول مال النفط لازدهار الأمة ونهضتها في رابط التضامن العربي، العنوان الذي طرحه القائد التاريخي حافظ الأسد خطوة تنازلية تمهد للوحدة العربية. حلم كل العرب الشرفاء النابتون من هذه الأرض وجذورهم تغوص في عمقها البعيد.
الخوف على الكيان الصهيوني من دول الطوق جعل عملهم يكثف مما أوصلهم لكامب ديفيد ثم وادي عربة. والاستفراد بالجانب الفلسطيني وتضليله بأوسلو.
أما سورية التي لم يتمكنوا من ربطها بالعجلة الغربية الاستعمارية فظلت خارطتها على طاولة المؤامرة في الدوائر الأمريكية والغربية والفرنسية تحديداّ، كما بريطانيا بالنسبة للعراق التي كانت شريكاّ حاقداً في الحرب الأمريكية الهمجية لاحتلالها.
ذات الأمر يتكرر بحقد طاغٍ من الطليان الذين قادوا حرب الناتو ضد ليبيا ضمن عاصفة الموت التي اجتاحتها في ما دعي بالربيع العربي.وهاهي تقودها للتشرذم والاضمحلال، واغتيال ما يمكن أن يشكل مقومات دولة بعيداً عن ضلالة جاهلية.
أما فرنسا فهي اليوم تقود وتأجج حملة التحريض عالمياً ضد سورية.
ذاكرة استعمارية لا تنطفئ.. وقودها حقد موروث تراكمي . تصاحبه الذاكرة العثمانية السلجوقية الحالمة باستعادة مجد زائل سرقه الاستعمار الغربي القديم.
جمعهم الحقد فانغمست أيديهم جميعاً بالدم السوري، بممارسة أبشع طرق القتل والتدمير، التي لم تكن يوماً من سلوك الدين الإسلامي الحنيف السمح، الذي يتذرعون بحملهم لواءه، وهو براء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب .
أما هم فذئاب مجرمة يقطر دم الأبرياء من أنيابها. وأغلبهم كان يرتدي قناع الصداقة والأخوة الزائفة .
أيعقل أن يلملم سعود الفيصل أوراقه ويحتجب عن إلقاء كلمة حكومته ولا أقول بلاده في منافاة لأصلهم التاريخي. والسبب تراجع أمريكا عن ضرب سورية. ثم ترفض عضوية مجلس الأمن لأنه لم يتخذ قراراً حاسماً(حاقداً) ضد سورية ولم يضعها تحت الفصل السابع .
أما ذريعة القرار الفلسطيني فهي واهية ومكشوفة بشكل سخيف. من يخش على فلسطين وأهلها فليضخ المال والسلاح والمجاهدين بحق، للأرض الفلسطينية.. حيث ساحة الجهاد الطبيعية والشرعية ضد الصهاينة، مغتصبي أرض العرب وعاصمة الأديان السماوية مهبط عيسى ومسرى محمد.
هذه الدول الحبلى بالحقد على سورية ستلد الشر، والمولود يولد ويعيش عادة في دار أهله.. تلك هي سنة الحياة . فليهنأ الحاقدون بمواليدهم. ليكبروا ويترعرعوا بأحضانهم، حتماً هم أولى بهم .
أما سورية فلتهنأ بصمودها وشعبها الأبي، وتضحيات جيشها الباسل ودماء شهدائها الأبرار عسكريين ومدنيين.
ثمن الصمود أقل كلفة من ثمن الرضوخ مهما غلا. لا فض فوك يا سيد الوطن قلتها ورسختها مع شعبك قيمة هي اليوم ضمانة الوحدة الوطنية الجامعة.
لو عمل بها رؤساء العرب لما دخل مقص التقسيم ليقطع جنوب السودان مبشّراً بشرٍّ مستطير يهدد اليوم ليبيا واليمن.. والله أعلم يطال مَنْ جغرافياً وديموغرافياً.
رفقاً أيها العرب الناطقون بلسان عربي وتحملون الهوية العربية… رفقاً بالأرض والشعب الذي تتولون أمره.وتدّعون الانتماء إليه.
رفقاً بأنفسكم وما تورثون.. فالحامل لا تلد إلا من ذاتها.
من لا يصدق فليسأل رايس.
أو لينتظر فإن غداً لناظره قريب .
شهناز صبحي فاكوش