في يورو 2020 اليوم.. إسبانيا لتجنّب الخروج المبكر وألمانيا تبحث عن نقطة التأهل والبرتغال تواجه فقدان اللقب
الثورة أون لاين- هراير جوانيان:
تختتم اليوم الأربعاء منافسات دور المجموعات من النسخة الـ 16 من كأس الأمم الأوروبية الـ 16 لكرة القدم (يورو 2020) المقامة في 11 مدينة أوروبية في 11 دولة مختلفة ، ومع نهايتها يكتمل عقد دور الستة عشر ، حيث تقام (4) مباريات في المجموعتين الخامسة والسادسة ضمن الجولة الثالثة والأخيرة.
ففي المجموعة الخامسة، تسعى إسبانيا لتجنب خيبة الخروج من الدور الأول للمرة الأولى منذ 2004 حين تتواجه مع سلوفاكيا في إشبيلية.
ويدخل فريق المدرب لويس إنريكه، الذي قرر الرهان على الشباب في مهمة بناء المنتخب الخارج من دور الـ 16 لمونديال روسيا 2018، لقاء اليوم مع سلوفاكيا وهو بحاجة إلى الفوز لكي يواصل مشواره في البطولة القارية بعد اكتفائه بالتعادل في مباراتيه الأوليين ضد السويد 0-0 وبولندا 1-1.
ويجد إنريكه نفسه تحت ضغط هائل نتيجة قراره باستبعاد سيرجيو راموس عن تشكيلة النهائيات القارية ، إذ أظهر (لا روخا) في مباراتيه الأوليين إنه يفتقد إلى قائد في أرض الملعب.
وكان بإمكان المنتخب، الذي دخل التاريخ حين توج بثلاثية كأس أوروبا 2008- مونديال 2010-كأس أوروبا 2012، أن يكون في وضع أفضل وحتى أن يكون ضامناً لتأهله إلى دور الـ 16 لو نجح جيرار مورينو في ترجمة ركلة جزاء ضد بولندا حين كان النتيجة 1-1.
وسيحصل لا روخا على دعم مؤثر جداً بعودة القائد سيرجيو بوسكيتس، الذي التحق بالفريق الجمعة بعد تعافيه من الإصابة بفيروس كورونا ما حرمه من المشاركة في المباراتين الأوليين.
وتدخل إسبانيا لقاء اليوم وهي ثالثة بنقطتين خلف السويد المتصدرة (4) التي تضمنت تأهلها الإثنين من دون أن تلعب كأحد أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث على أقل تقدير، وسلوفاكيا (3)، فيما تحتل بولندا المركز الأخير بنقطة.
ونظراً لأهمية المباراة المصيرية ، قد يزج إنريكه بظهير تشيلسي أساسياً على غرار تياغو ألكانتارا وميكيل أويارسابال، لينضموا الى العائد بوسكيتس ما سيحقق التوازن بين عاملي الخبرة والشباب.
ومع أربع نقاط من تعادل سلبي مع إسبانيا وفوز على سلوفاكيا بركلة جزاء متأخرة لإميل فورسبرغ، ضمنت السويد تأهلها الى ثمن النهائي للمرة الأولى منذ 2004 عندما بلغت ربع النهائي، وذلك استناداً إلى نتائج مباريات المجموعات الأخرى.
والآن، تسعى السويد إلى التمسك بالصدارة في بطولة لم تبتسم لها تاريخياً، إذ عجزت عن تحقيق أي فوز في الأدوار الاقصائية.
وقبل بداية النسخة 16 الحالية، اعتقد السويديون ان فريقهم سيكرر المشوار السيء نفسه، بعد إصابة النجم العائد عن اعتزاله زلاتان إبراهيموفيتش. لكن السويد صمدت وقاتلت بفضل دفاعها الصلب وتضامن لاعبيها.
ومنذ خسارتهم أمام فرنسا 2-4 في دوري الأمم الأوروبية في تشرين الثاني الماضي، لم يتلق زملاء المدافع فيكتور ليندلوف سوى هدف وحيد في سبع مباريات، ووحدها إيطاليا حققت سجلاً دفاعياً أفضل خلال هذه الفترة.وأظهر السويديون قدراتهم الدفاعية في المباراة الأولى، حين تفتّتت الهجمات الإسبانية في إشبيلية أمام صلابة الدفاع الأصفر.
من جهتها، تخوض بولندا نهائيات متعرجة، بعد خسارة افتتاحية ضد سلوفاكيا 1-2 ثم تعادل صعب مع إسبانيا 1-1.
وبمقدور الفريق الأحمر والأبيض أن يبلغ ثمن النهائي، على غرار 2016 عندما تابع حتى ربع النهائي، لكن عليه الفوز اليوم على السويد لتحقيق هذا الأمر.
وعلّق الهداف روبرت ليفاندوفسكي الذي عادل أمام إسبانيا مسجلا هدفه الأول في البطولة الحالية : لن نكون مرشحين ضد السويد. لقد منحتنا مباراة إسبانيا الكثير.ولطالما انتقد هداف بايرن ميونيخ الألماني لقلة نجاعته في المناسبات الكبرى.
وعرفت التشكيلة اضطرابات في الأشهر الأخيرة، مع تعيين البرتغالي باولو سوزا مدربا في كانون الثاني، ثم غياب المهاجمين كريستوف بيونتيك وأركاديوش ميليك.واحتاج المدرب الجديد إلى الوقت للتأقلم، إذ قام عدة مرات بتغيير أسلوبه ولاعبيه. ولم يساعده كثيرا طرد لاعب وسطه غريغور كريكوفياك في المباراة الأولى.
وفي المجموعة السادسة، وبعدما ضمنت فرنسا أولى بطاقات التأهل إلى دور الـ 16 من دون تلعب بفضل النتائج التي تحققت في المجموعات الأخرى، تسعى ألمانيا إلى اللحاق بها ، حيث ستكون بحاجة إلى التعادل أمام المجر في ميونيخ، فيما تواجه برتغال كريستيانو رونالدو خطر التنازل عن اللقب حين تواجه الديوك في بودابست.
وتدخل الفرق الأربعة الجولة الأخيرة وفرنسا بطلة العالم في الصدارة بأربع نقاط قبل مواجهتها مع البرتغال في إعادة لنهائي 2016، فيما تملك الأخيرة ثلاث نقاط على غرار ألمانيا مع أفضلية المانشافت في المواجهة المباشرة نتيجة فوزه في الجولة السابقة على حاملي اللقب 4-2.
وبدأت البرتغال حملة الدفاع عن لقبها الأول التاريخي بأفضل طريقة من خلال الفوز على المجر 3-0 في لقاء بات خلاله كريستيانو أفضل هداف في تاريخ النهائيات، لكن رجال المدرب فرناندو سانتوس صُعِقوا أمام ألمانيا في الجولة الثانية بخسارتهم 2-4، بينها هدفان بالنيران الصديقة.
وكالعادة، تعول البرتغال على نجمها المخضرم كريستيانو الذي سجل 3 أهداف في المباراتين الأوليين، رافعاً رصيده الى 12 هدفاً في النهائيات القارية التي يشارك فيها للمرة الخامسة في إنجاز قياسي أيضاً.لكن بتلقيها الهزيمة الخامسة توالياً أمام ألمانيا، باتت البرتغال بحاجة إلى تجنب الهزيمة أمام فرنسا التي ضمنت على أقله بطاقة التأهل بين أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث وستحسم الصدارة لصالحها، في حال الثأر لخسارتها نهائي 2016 على أرضها، أو في حال تعادلها وعدم فوز ألمانيا على المجر.
وسيكون التعادل كافياً للبرتغال من أجل حسم تأهلها بين أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث، فيما ستتصدر في حال فوزها وتعثر ألمانيا، لكنها ستنهي المجموعة في ذيل الترتيب بحال خسارتها وألمانيا التي تبدو أمام مهمة سهلة على الورق ضد المجر في ميونيخ، لا سيما إذا قدمت نفس المستوى الذي ظهرت به أمام برازيليي أوروبا.
وبعد الخسارة في الجولة الأولى أمام الغريمة فرنسا في مباراة سيطرت عليها من دون أن تترجم ذلك إلى أهداف، بدأ يلوح في الأفق السيناريو المشؤوم الذي اختبرته ألمانيا في مشاركتها الكبرى الأخيرة عام 2018 في مونديال روسيا حين تنازلت عن اللقب العالمي بخروجها من الدور الأول.لكن رجال المدرب يواكيم لوف الذي سيغادر المنتخب بعد النهائيات القارية تاركاً المهمة لهانزي فليك، انتفضوا في الجولة الثانية وقدموا على الأرجح أفضل أداء لهم منذ مونديال 2014 حين توجوا باللقب العالمي الرابع.وحاول لوف ألا يبالغ في التفاؤل بعد الأداء الرائع ضد رونالدو ورفاقه، مشدداً: لم يتحقق أي شيء مهم، كل ما فعلناه هو الفوز بمباراة واحدة وحسب، والآن تنتظرنا تحديات إضافية ستكون بنفس الصعوبة.
ويعرف لوف عما يتحدث تماماً، فألمانيا اختبرت نفس السيناريو خلال مونديال 2018 حين خسرت مباراتها الأولى ضد المكسيك 0-1، ثم ردت في الثانية على حساب السويد 2-1، قبل أن تصعقها كوريا الجنوبية في الثالثة 0-2 في الوقت بدل الضائع.
وستكون ألمانيا بحاجة الى نقطة من مواجهتها الأولى مع المجر على صعيد نهائيات بطولة كبرى منذ المباراة النهائية لمونديال 1954 حين فازت ألمانيا الغربية 3-2، فيما تعود المواجهة الأخيرة بينهما على كافة الأصعدة الى صيف 2016 حين فاز المانشافت ودياً 2-0.
وسيضمن الألمان المركز الثاني على أقل تقدير في حال تجديدهم الفوز على المجر لكن هناك شكوك تحوم حول مشاركة توماس مولر وماتس هوميلس وإيلكاي غوندوغان بسبب الإصابة، بحسب ما أفادت تقارير ألمانية من دون أن أي تأكيد رسمي.
وعلى ملعب (بوشكاش أرينا) في المجر، حيث اكتفى الفرنسيون بتعادل مخيب مع المضيف 1-1 في الجولة السابقة، ستكون الأنظار موجهة على الثلاثي الهجومي لأبطال العالم كريم بنزيمة وكيليان مبابي وأنطوان غريزمان بعد المردود المتواضع جداً.
وفي الفوز على ألمانيا، كان الهدف بالنيران الصديقة عبر هوميلس، فيما كان غريزمان الوحيد الذي يجد طريقه الى الشباك بين الثلاثي بتسجيل هداف كأس أوروبا 2016 التعادل أمام المجر.
وبعدما حُرِمَ من أن يتوج بطلاً للعالم مع بلاده عام 2018 نتيجة استبعاده عن المنتخب خمسة أعوام ونصف العام على خلفية الشريط الجنسي في الديوك ماتيو فالبوينا، عاد بنزيمة إلى تشكيلة بلاده في هذه النهائيات لكنه ما زال ينتظر هدفه الأول منذ خوضه مباراته الأخيرة قبل الاستبعاد في تشرين الأول 2015 ضد أرمينيا حين سجل مرتين رافعاً عدد أهدافه الدولية إلى 27.
والتهديف ليس مشكلة على الإطلاق في المقلب البرتغالي بوجود رونالدو الذي بات على بعد هدفين من معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف الدولية المسجل باسم الإيراني علي دائي وقدره 109 أهداف.
لكن المشكلة التي يواجهها رونالدو اليوم أنه لم يسبق له التسجيل في ست مواجهات سابقة مع الديوك.
وهنا برنامج مباريات اليوم:
المجموعة الخامسة: إسبانيا- سلوفاكيا 7,00 مساء (الحكم الهولندي بيورن كويبرس)، السويد- بولندا 7,00 مساء (الحكم الإنكليزي ميكاييل أوليفر.
المجموعة السادسة: البرتغال- فرنسا 10 ليلاً (الحكم الإسباني أنطونيو ماتيو لاهوز)، ألمانيا- المجر 10 ليلاً (الحكم الروسي سيرجي كاراسيف).
يذكر أن (12) منتخباً تأهلت إلى دور الستة عشر حتى الآن وهي: إيطاليا- هولندا- بلجيكا- ويلز- الدانمارك- تشيكيا- إنكلترا- سويسرا- السويد- فرنسا- النمسا- كرواتيا.