الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
تعهد الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في أول خطاب له إلى الأمة منذ سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد بـ”ملاحقة المجرمين الذين سفكوا الدم السوري وارتكبوا المجازر والجرائم”.
تم تعيين الشرع رئيساً لفترة “انتقالية”، وذلك بعد سبعة أسابيع من قيادته للهجوم الذي شنته المعارضة والذي أطاح بالأسد.
وتعهد بإصدار “إعلان دستوري” ليكون بمثابة “مرجع قانوني” خلال الفترة الانتقالية في البلاد، بعد تعليق العمل بالدستور القديم.
وفي وقت سابق، أعلن القائد العسكري للمعارضة حسن عبد الغني إلغاء الدستور السوري لعام 2012 وحل البرلمان والجيش وأجهزة الأمن التابعة للنظام السابق، بحسب وكالة الأنباء السورية سانا.
وفي كلمة مسجلة مسبقاً، تعهد الشرع بـ”ملاحقة المجرمين الذين سفكوا الدم السوري وارتكبوا المجازر والجرائم”، سواء كانوا في سوريا أو خارجها، وإقامة “عدالة انتقالية حقيقية” بعد سقوط الأسد. ووعد بعقد “مؤتمر للحوار الوطني” وتعهد بالحفاظ على “السلم الأهلي” ووحدة الأراضي السورية.
ويأتي ذلك بعد إعلان صدر يوم الأربعاء الماضي خلال فعالية في دمشق حضرها قادة الفصائل التي قاتلت إلى جانب التحالف المعارض بقيادة هيئة تحرير الشام، بعنوان “مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية”.
وأضاف الشرع أن كل الجماعات المعارضة التي عارضت الأسد في الحرب الأهلية المستمرة منذ 13 عاماً سيتم حلها ودمجها في مؤسسات الدولة.
وقال عبد الغني إن الشرع بصفته رئيساً سيشكل مجلساً تشريعياً مؤقتاً للمساعدة في الحكم حتى يتم إقرار دستور جديد.
وفي أواخر كانون الأول، قال الشرع في مقابلة مع قناة العربية التلفزيونية إن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى أربع سنوات لإجراء انتخابات جديدة.
وقال إن إجراء تعداد سكاني محدث سيكون مطلوباً أولاً، وهو ما “سيستغرق وقتاً”، وأن كتابة دستور جديد سوف يستغرق أيضاً ما يصل إلى ثلاث سنوات حتى يكتمل.
وأكد الشرع في المقابلة أيضاً أنه يخطط لعقد “مؤتمر حوار وطني”، وقال إنه “سيجمع كل مكونات” المجتمع السوري.
في عام 2011، قمع الأسد بوحشية انتفاضة سلمية مؤيدة للديمقراطية، مما أشعل فتيل حرب أهلية قُتل فيها أكثر من نصف مليون شخص وأُجبر 12 مليونا آخرين على الفرار من منازلهم.
وفي الثامن من كانون الأول، ومع دخول المعارضة إلى دمشق بعد هزيمة الجيش والتقدم من الشمال في غضون اثني عشر يوماً فقط، فر الأسد إلى روسيا.
وقد تم تكليف حكومة مؤقتة بقيادة محمد البشير، الرئيس السابق للإدارة المعارضة في الشمال الغربي، بإدارة البلاد حتى آذار المقبل.
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء الماضي، دعت الحكومة السورية روسيا إلى معالجة “أخطاء الماضي” من خلال دفع تعويضات الحرب، وذلك خلال أول زيارة يقوم بها وفد رفيع المستوى من الكرملين منذ سقوط الأسد، حليفها القوي.
وذكرت وكالة سانا أن الشرع ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بحثا “إعادة بناء الثقة مع الشعب السوري من خلال إجراءات ملموسة مثل التعويضات وإعادة الإعمار والتعافي”.
ونفذ الجيش الروسي عشرات الآلاف من الغارات الجوية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بعد التدخل في الصراع لدعم الأسد في عام 2015. وتقول مجموعة مراقبة مقرها المملكة المتحدة إن أكثر من 21 ألف شخص، بينهم 8700 مدني، قتلوا في تلك الضربات والعمليات الروسية الأخرى.
ومنذ سقوط نظام الأسد، تسحب روسيا قواتها وأسلحتها من قاعدتين لها على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا – قاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية والقاعدة البحرية في طرطوس.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين في موسكو عقب زيارة الوفد الروسي إلى دمشق: “كانت رحلة مهمة، والاتصالات كانت مهمة أيضاً، لأنه من الضروري إقامة حوار دائم مع سوريا والحفاظ عليه”.
وعندما سئل عن التقارير التي تفيد بأن الحكومة السورية طلبت تسليم الأسد وتعويضات الحرب في المقابل، أجاب: “أترك هذا الأمر دون أي تعليق، وسوف نواصل الحوار مع السلطات السورية”.
المصدر- BBC news
#صحيفة_الثورة
