معادلة التصدير

 

لا شك بأن للتصدير أهمية بالغة في تحقيق نسب تسويق أعلى للمنتجات المحلية، وفي زيادة حجم المبيعات وتصريف السلع والبضائع في الأسواق الخارجية، إلى جانب كونه مصدراً مهماً لتأمين القطع الأجنبي.
وتتضاعف هذه الأهمية في أوقات الوفرة مع وجود فائض إنتاج يفوق حاجات السوق المحلية، ويصبح ضرورة لازمة بالنظر إلى حجم القيمة المضافة من الأرباح التي يحققها في مثل هذه الظروف، والتي تعود على جميع الحلقات الداخلة في العملية بدءاً من المنتج وصولاً إلى المُصَدر وما بينهما.
لكن هذه الحقيقة تصبح معكوسة تماماً في أوقات القلة وضعف الإنتاج أو لنقل محدوديته، حيث يتحول التصدير إلى عبء على الاقتصاد لما له من تأثيرات غير إيجابية على توفر السلع في الأسواق المحلية وارتفاع أسعارها إلى مستويات يعجز معها المستهلك المحلي عن الشراء.
وفي مثال قريب تحدّث مزارعو البندورة حول هذه النقطة، مشيرين إلى أن عمليات التصدير إلى الخارج هي المسبب الأول في ارتفاع أسعار البندورة في أسواقنا المحلية، مع الإشارة إلى أنها في فترة الموسم أي من المفروض أن تكون بالسعر الأدنى الذي يناسب المستهلك المحلي.
ومثلها باقي المنتجات من خضار وفواكه يجري تصديرها إلى الأسواق الخارجية، والتي ارتفعت أسعارها بشكل غير محمول ولا يتناسب مع مستويات الدخل.
لكن ورغم ذلك ما تزال هناك دعوات تؤكد ضرورة دعم المصدرين وتقديم التسهيلات اللازمة لزيادة حجم الصادرات، وإن كان في ذلك من وجهة حق إلا أنها لا تتناسب حالياً مع الظروف الحالية التي لم يصل فيها الإنتاج المحلي إلى العتبة المطلوبة، والتي تتيح فتح باب التصدير على مصراعيه.
وعليه فإن الذهاب بأي من الاتجاهين لن يكون مفيداً للجميع حيث ستتحقق مصالح طرف على حساب طرف آخر، فزيادة حجم الصادرات في ظل محدودية الإنتاج سيحقق عوائد مادية للمصدرين فقط، فيما باقي الفئات لن تكون مستفيدة بالشكل المطلوب، والعكس صحيح.
لكن بين هذا وذاك لا بد من توجيه البوصلة بالاتجاه الذي يخدم ظروف المرحلة الحالية وبما لا يتسبب بمزيد من الاختناقات الاقتصادية في أسواقنا المحلية التي تشهد ارتفاعات كبيرة بالأسعار، ما أدى إلى حالة ركود واضحة نتيجة عجز الشرائح الأوسع من المستهلكين المحليين عن شراء أهم احتياجاتهم، وبالتالي الضرر واقع هنا على باعة المفرق وعلى المستهلك بنفس النسبة.

حديث الناس – محمود ديبو

آخر الأخبار
حملة فبركات ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة السورية.. روايات زائفة ومحاولات لإثارة الفتنة مع اقتراب العام الدراسي الجديد...  شكاوى بدرعا من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية  برامج تدريبية جديدة في قطاع السياحة والفندقة إلغاء "قيصر".. بين تبدل أولويات واشنطن وإعادة التموضع في الشرق الأوسط دعم مصر لسوريا..  رفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية  تطوير التشريعات والقوانين لتنفيذ اتفاقيات معرض دمشق الدولي أزمة المياه تتجاوز حدود سوريا لتشكل تحدياً إقليمياً وأمنياً "كهرباء القنيطرة": الحفاظ على جاهزية الشبكة واستقرار التغذية للمشتركين جهود لإعادة تأهيل مستشفيي المليحة وكفربطنا إشارات ذكية وتدريب نوعي لرفع كفاءة كوادر المرور أسدل ستارته..  معرض دمشق.. منصة تشاركية للاستثمار والعمل   إعادة الأموال المنهوبة… بين البعد السياسي والاقتصادي لإعمار سوريا  الدفاع المدني يجدد المطالبة بالإفراج عن حمزة العمارين المختطف في السويداء  الداخلية العراقية تنفي رواية روجها "الحشد الشعبي" بوقوع اشتباكات مع مسلحين على الحدود السورية  وزير المالية: ما تحقق في المعرض إنجاز وطني كبير  إغلاق تراخيص التأمين والتمويل العقاري  الجامعة العربية تدين التوغلات الإسرائيلية وتؤكد دعمها لوحدة سوريا واستعادة الجولان  سوريا في قلب أزمة جفاف غير مسبوقة تهدد الأمن الغذائي  "فورين بوليسي": الشرع أمام اختبار إعادة بناء سوريا  صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان