كلمة الموقع – بقلم: شعبان أحمد
مستهجن موقف الأمم المتحدة الأخير من مسألة إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية دون تأكيده على وجوب مرورها عبر المعابر الشرعية.. في إشارة غير مفهومة من قبل المنظمة التي يفترض أن تكون حارسة للنظام الدولي وأمنه واستقراره لا السير بركب الموقف الأميركي الغربي الداعمين الرئيسيين للإرهاب في سورية، واللذين يضغطان باتجاه إيصال المساعدات الإنسانية عبر المعابر غير الشرعية في إشارة واضحة إلى ايصال هذه المساعدات إلى التنظيمات الإرهابية… هم يدركون تماماً أن هذه المساعدات التي يسعون إلى إيصالها عبر المعابر غير الشرعية تحوي في معظمها على معدات عسكرية لدعم التنظيمات الإرهابية التي تئنُّ من ضربات الجيش العربي السوري… وأن هذه المسرحيات لم تعد تنطلي على السلطات السورية و لا على حلفائها الروس والصينيين والذي يتوجب عليهم الوقوف في وجه هذه المحاولات اليائسة من قبل الولايات المتحدة وتركيا وتنظيماتهما الإرهابية والانفصالية.
ليس هنالك أحرص على الشعب السوري وحفظ كرامته أكثر من الحكومة السورية التي تسعى إلى تسوية الأزمة المفروضة عليها بما يتوافق مع مصالحها الوطنية والسيادية والذي ضمنه لها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
الحكومة السورية التي أكدت مراراً و تكراراً حرصها على التسوية السياسية الشاملة بقيادة سورية ودون تدخلات خارجية وتحقيق السلم والطمأنينة على كامل المساحة السورية، التي استباحتها التنظيمات الإرهابية المدعومة والممولة من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا ودول الخليج النفطي، واتخاذها خطوات عملية بهذا الخصوص عبر إصدار عدة قوانين عفو عام وإطلاق سبيل المئات من الموقوفين السوريين..
يبدو أن الأمم المتحدة لم تسمع عن حصار أمريكا الجائر على الشعب السوري، والذي أدى إلى حرمانه من أدنى مقومات الحياة.. لم تسمع عن سرقة الاحتلال الأمريكي المفروض للنفط والقمح بهدف حرمان الشعب السوري من مقدراته وثرواته…
ولم تسمع الأمم المتحدة بسرقة المعامل السورية من قبل الاحتلال التركي، ودعمه للمنظمات الإرهابية الانفصالية، ومحاولته تتريك المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية…
كان الأجدى بالمنظمة الدولية الحريصة “نظريا” على تطبيق القانون الدولي وتحقيق الاستقرار والأمن العالمي أن تسعى لتحقيق أهداف الأمم المتحدة، وخاصة فيما يخص الحفظ على سيادة الدول واستقلالها والوقوف في وجه سرقة ثرواتها ومقدراتها…
النظام التركي العثماني الذي يقطع المياه عن أكثر من مليون مواطن سوري في الحسكة والتي ترقى إلى جريمة حرب لم نسمع صوت الأمم المتحدة المنتقد أو الذي يدافع عن الحقوق المشروعة بمواجهة المحتل.
سورية من الدول المؤسسة للأمم المتحدة وستبقى دولة فاعلة وحريصة على تحقيق السلم والأمن الدوليين من خلال تمسكها بقواعد القانون الدولي ومنظماته، ومن خلال حفظها على سيادتها الوطنية على كامل ترابها، ومواصلتها الحرب على الإرهاب الدولي، ومقاومة الدول الداعمة والممولة لهذا الإرهاب البغيض…
هدف سورية اقترب من التحقق.. وسورية الماضية نحو المستقبل لن تنظر إلى الوراء ولا إلى تصريحات وممارسات غير مسؤولة، إيماناً بشعبها وجيشها وحلفائها …