الثورة أون لاين – حلب: جهاد اصطيف:
بدأ المخرج المسرحي جمال خلو مساره مع ” أبو الفنون ” من المسرح المدرسي كممثل، من خلال تقديم حكايات ومشاهد مسرحية قصيرة، لينتقل بعدها لمسرح الشباب كمخرج، حيث قدم أعمالاً كثيرة مهمة ومتميزة، ويتوقف بنا خلو في هذا اللقاء عند واقع المسرح، كما يعرج على بعض القضايا المتعلقة به خاصة بعد التوسع الكبير للفضائيات.
بدايات المخرج خلو كانت منذ أن كان طالباً وتتلمذ على يد مدرّسين صاروا مخرجين كبار أهمهم إيليا قجميني الذي زرع – كما يقول خلو – فينا حب المسرح والتمثيل من وقتها وعزز لدينا بوادر العشق للمسرح الذي هو رسالة وتوعية وثقافة ومنذ أواخر السبعينيات انطلقنا بمحاولات فردية بالإخراج المسرحي، طبعاً كنا نقدم لوحات مسرحية تعبّر عن هموم الوطن والمواطن ومن ثم انطلقنا منذ بداية الثمانينيات لنطرح العمل المسرحي بشكل كامل بالتشاركية مع المنظمات الشعبية المختلفة ومع المسرح الجامعي على وجه الخصوص لنكتسب الخبرة مع الزمن، فضلاً عن خضوعنا للعديد من الدورات المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث قدمنا مهرجانات وأعمالاً كثيرة، وحصلنا على جوائز عدة لأعوام متعددة، ثم انطلقنا إلى المسرح القومي وشاركنا بعدة أعمال عن طريق مديرية الثقافة كعمل (الطوفان) للشاعر الكبير عمر أبو ريشة بعد غياب قسّري طويل طبعا نتيجة الحرب الظالمة التي شنت علينا، حيث أعدنا هذا الفن في العام ٢٠١٩ وقدمنا في العام الذي يليه عملاً مسرحياً مهماً أيضا عن الشاعر عمر أبو قوس في حلب، عن حياته وتاريخه ضمن مهرجان أبو ريشة.
ويضيف خلو: شاركنا في مهرجان ( مونودراما) للمسرح القومي بنص ( البويجي) وهو من تأليف الشاعرة ضحى عساف وكان ذلك في العام ٢٠١٩ أيضا، والأهم كما يردف، قدمنا برعاية ومتابعة من مديرية الثقافة أعمالاً كثيرة أهمها خيال الظل رقم واحد من خلال عودة مصباح أبو اللوز إلى خيال الظل حيث أعدنا هذا الفن الذي أصبح تراثاً عالمياً نحاول حالياً إحياءه من خلال تقديم مثل هذه الأعمال المسرحية.
وعن واقع المسرح بشكل عام كشف خلو أنه نتيجة العولمة وانتشار الفضائيات والدراما التي حازت على نسبة ٩٠% من أعمال الممثلين و المخرجين يمكن القول: إن المسرح أصبح فقيراً وبمعنى أدق هي محاولات ولكنها ليست جادة. وإذا انتقلنا للحديث عن المسرح القومي بحلب يمكننا القول أيضاً إن مديرية الثقافة مشكورة أتاحت العديد من الفرص سواء للمتمرنين أو العناصر الشابة لتقديم أعمال مسرحية سواء للكبار أم الصغار.
ويضيف: كثرة المهرجانات في سورية كانت دليلاً على صحة المسرح السوري، وتؤكد تطور الحركة المسرحية فيها، لأن هذه المهرجانات هي بمثابة فرصة تتاح للممثلين لتقديم أحسن ما عندهم، والاستفادة من الخبرات، فاليوم عندنا مهرجانات متنوعة للأطفال وللشباب وحتى الهواة، وهي فرصة كبيرة لتطوير الحركة المسرحية في سورية، فضلاً عن أن الجمهور السوري بطبيعته يحب المسرح.
وعن تعليقه عن المسرح في سورية أكد خلو أنه ليس لدينا في سورية أي مشكلة في تناول وطرح القضايا وهموم المواطن السوري وحتى العربي بكل حرية، فكان سعد الله ونوس، محمد الماغوط، ممدوح عدوان، ووليد إخلاصي، يطرحون قضاياهم بحرية تامة.
ويضيف: في حقيقة الأمر المسرح السوري لا يعاني من أي أزمة، خاصة ما يتعلق بأزمة النص، عندنا مؤلفون شباب بمستوى عالٍ من الكتابة، يمكن أن تكون لدينا حالة من قلة الأعمال، وغير ذلك لا توجد لدينا أي مشكلات