“عكس المنطق”

من يتابع المشاريع التي يتم وضعها في الخدمة يلاحظ أن 90 % منها مشاريع خدمية، و10 % منها إنتاجية، وبما يتعارض مع منطق تقوية الاقتصاد وتحسين الواقع المعيشي للمواطن.

بالطبع لا أحد يُنكر الحاجة إلى الخدمات، ولكن الإنتاج يُحسن الخدمات، مثلاً عندما نخصص اعتماداً لحفر بئر غاز أو نفط، فإن إنتاجه يحقق عائداً مادياً يُمكن أن يمول عشرة مشاريع خدمية، عدا أنه يعيد رأس المال الذي تم تخصيصه لحفر البئر خلال فترة زمنية قصيرة، فبئر غاز يُنتج مئة ألف متر مكعب من الغاز يومياً يعادل إنتاج مئة ألف لتر بنزين بالحدود الدنيا، وهي بسعر البنزين المدعوم تعادل 75 مليون ليرة يومياً وفي الشهر 2,5 مليار ليرة، أي 27 مليار ليرة في السنة، وبالسعر غير المدعوم تعادل 7,5 مليارات شهرياً أي 90 مليار ليرة بالسنة، ما يعني أن البئر الذي يكلف حفره وتجهيزه حوالي أربعة مليارات يعيد رأس المال في شهرين، ويبقى هناك عائد أكثر من 23 مليار ليرة بالسنة وفق السعر المدعوم للبنزين وهي تكفي لتمويل عشرات المشاريع الخدمية من صرف صحي ومياه شرب وتزفيت طرق وخدمات أخرى.

ما سبق هو مثال لإنتاج بئر منخفض الإنتاج، لأن هناك آبار تُنتج خمسمئة ألف متر مكعب من الغاز يومياً، وبرقم نهائي لإنتاج الغاز مثلاً فما يُقدم للكهرباء من غاز يومياً يعادل تسعة ملايين متر مكعب وهي تعادل بسعر البنزين المدعوم سبعة مليارات ليرة وبسعر البنزين غير المدعوم أي على سعر 2500 ليرة تعادل 22,5 مليار ليرة يومياً تُستهلك في الكهرباء ولكن ما العائد؟ معظمها يذهب للقطاع الخدمي.

من حق أي وزارة أن تطالب بزيادة اعتماداتها، ولكن على جميع الوزارات الخدمية أن تطالب وتدعم زيادة اعتمادات الوزارات الإنتاجية لتأمين عملها الذي سينعكس على جميع الوزارات الخدمية التي تستهلك الحصة الأكبر من الاعتمادات من دون أن تحقق أي عائد، فقبل أن نفكر بإنشاء شبكة صرف صحي علينا أن نفكر بتأمين الأكل للناس.

ما سبق يظهر عدة حالات، الأولى: أهمية مضاعفة اعتماد الوزارات الإنتاجية وأهمية مساهماتها في تنمية الموارد المحلية، والحالة الثانية: كم تستهلك الوزارات الخدمية من الموارد، والحالة الثالثة: حجم الخطأ في توزيع الموارد.

على الملأ- بقلم مدير التحرير-معد عيسى

آخر الأخبار
جولة ثانية من المفاوضات الأمريكية- الإيرانية في روما أردوغان: إسرائيل لا تريد السلام والاستقرار في المنطقة جنبلاط: هناك احتضان عربي للقيادة السورية واقع مائي صعب خلال الصيف المقبل.. والتوعية مفتاح الحل برسم وزارة التربية النهوض بالقطاع الزراعي بالتعاون مع "أكساد".. الخبيرة الشماط لـ"الثورة": استنباط أصناف هامة من القمح ... بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة"