الثورة أون لاين – ريم صالح:
هي جولة جديدة من محادثات “مسار أستانا” تبدأ من جديد، ولكن هل ستفضي إلى حلول تثلج صدور السوريين، وتترجم تطلعاتهم السيادية والسياسية، وتحقق لهم ما سبق وطالبوا به على كافة المنابر والطاولات الدبلوماسية؟ أم أن منظومة العدوان ستحاول كالعادة إفشالها وجعل نتائجها لا محل لها من الإعراب الميداني ولاسيما مع وجود نظام العدوان التركي كأحد أطرافها، وباعتبار أن هناك من يستفيد من بقاء الحال على ما هو عليه من نهب للثروات، والمحاصيل، واحتلال للأراضي السورية وإقامة قواعد غير شرعية عليها؟.
لم يعد هناك حسب ما نعتقد من لا يعي جيداً، بل ولا يدرك ماذا يريد السوريون جميعاً، اللهم إلا تلك المنظومة المعادية التي يترأسها نظام الإرهاب الأمريكي، والتي تصر على صم آذانها عن كل هتافات السوريين ومطالبهم المشروعة.
فهناك إجماع سوري شعبي برفض أي تدخل بالشأن الداخلي السوري، ويتمسك باستقلالية سورية وسيادتها، وأن مستقبل سورية هو ملك للسوريين وحدهم، وحق حصري لهم، وكذلك هناك إجماع على إنهاء الاحتلال، والممارسات الإجرامية التي يقوم بها نظام الانتهازية التركي في الشمال السوري، فهل ستلقى هذه المطالب إنصاتاً وقبولاً ممن يقوم أساساً بكل ما من شأنه عرقلة الوصول إلى تسوية تنهي الحرب الإرهابية على سورية، وتضع لجاماً للإرهابيين، ومشغليهم، والمستثمرين فيهم؟.
اليوم سنرى بأم العين وخلال الجولة الـ 16 من محادثات أستانا، ما سيدور من نقاشات، وبما سيصدر من تصريحات، وعلينا ألا نتفاجأ بالترهات، وبحجم الأكاذيب التي سيسوقها نظام اللصوصية التركية، باعتباره ضامناً للإرهابيين، وهو من يشغلهم ويدير دفة عملياتهم الإجرامية، ولن نستغرب على الإطلاق إن حاول التغطية على إرهابييه المأجورين في الميدان السوري، للحصول على مهل إضافية عبر اللعب على وتر الزمن لإنقاذ من نفق منهم، أو كاد ينفق، أو حتى الإتيان بروايات مفضوحة تستثمر بأوراق المعابر غير الشرعية، والمساعدات المتنكرة ببراقع الإنسانية.
يشار إلى أن الدول الضامنة جددت تأكيدها خلال الجولات السابقة على الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية واستمرار التعاون حتى القضاء التام على التنظيمات الإرهابية فيها ورفضها الأجندات الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة وسلامة الأراضي السورية.