الثورة أون لاين – دينا الحمد:
منذ اليوم الأول للحرب العدوانية الظالمة التي شنها معسكر الإرهاب الغربي وأدواته الإقليمية وفي مقدمتها النظام التركي واجه شعبنا الأبي وجيشنا الباسل مخططات الدول الاستعمارية وإرهابها وحصارها، وأدرك حقيقة كل خطوات التهجير البغيضة، وسياسات “التتريك” التي انتهجها النظام العثماني في أنقرة على خطا أسلافه المعتدين.
فهذا النظام المارق لم يكتف باحتلال الأرض وتهجير أهلها وإحلال الإرهابيين محلهم، ليكمل أجندات التغيير الديمغرافي التي تخدم أطماعه، بل عمد إلى اتخاذ جملة من الخطوات “التتريكية” التي تحاول طمس الهوية العربية السورية، واللغة والثقافة العربية ونشر ثقافته ولغته.
ففي الشمال السوري افتتح كلية ومعهداً يتبعان لجامعة اسطنبول في بلدة الراعي بريف حلب، في خطوة لتغييرات تخدم أطماعه التوسعية، وواصل سياسة “التتريك” التي تتنافى مع القوانين الدولية، وافتتح المدارس وفروع الجامعات التركية في المناطق التي يحتلها وأطلق الأسماء التركية على المناطق والمؤسسات السورية ورفع علم الاحتلال عليها، وحاصر المدنيين الأبرياء، ومنع المياه والخبز عنهم، وارتكب الجرائم بحقهم.
وليس هذا فحسب بل حاول النظام الاحتلالي التركي تغيير أسماء الشوارع والبلدات وفرض التعليم باللغة التركية وغيرها من الجرائم، ورغم أن ذلك يعد عملاً عدوانياً توسعياً وخطيراً يستدعي من مجلس الأمن الدولي التحرك العاجل والفوري لوقفه إلا أن المجلس بقي صامتاً يتفرج على الجريمة ولم ير العالم أعضاءه الغيورين على حقوق الإنسان المزعومة وهم يطالبون هذا النظام بالكف عن تلك الجريمة.
وواصل نظام أردوغان أيضاً سياساته القائمة على طمس الهوية العربية السورية في مناطق الشمال السوري عبر فرض مناهج “التتريك” البغيض التي مارسها أجداده العثمانيون، الذين احتلوا الوطن العربي لأكثر من أربعة قرون، وجرُّوا المنطقة العربية إلى ظلام التخلف، والغرق في محيطات الجهل والفقر والاستبداد، وفرضوا سياسات “التتريك” على العرب لخدمة مصالحهم، وقام هذا النظام الإخواني بترسيخ السياسة التتريكية ذاتها، التي اتبعها أجداده السلاجقة.
كما فرض نظام الاحتلال التركي التعامل بالليرة التركية في محافظة إدلب التي يسيطر عليها إرهابيوه وقواته الغازية وغير المناهج المدرسية وأسماء البلدات فيها، وقامت قواته بإنشاء فرع لمؤسسة البريد التركية في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، كما قامت بنصب مجموعة من الأبراج لشركات اتصال تركية، ورفع أعلام تركية على المقرات والدوائر الحكومية بعد أن استولى عليها مرتزقتها.
وكشف موقع “أحوال تركيا” أن نظام أردوغان وزع نحو 400 ألف كتاب تركي على التلاميذ السوريين داخل المناطق المحتلة شمال سورية في مدن عفرين وجرابلس والباب وأعزاز واخترين ومارع وغيرها، كما يخطط لإنشاء عدة جامعات تركية فيها لتعميق أكثر لسياسة التتريك، ناهيك عن استباحته مدينة عفرين عام 2018 وإطلاقه أسماء تركية على الساحات الرئيسة والبلدات والقرى التابعة للمدينة، فاستبدل اسم بلدة قسطل مقداد ليصبح “سلجوقي أوباصي” وأطلق اسم أتاتورك على الساحة الرئيسة فيها بعد تهجير مئات الآلاف من الأهالي والاستيلاء على بيوتهم وممتلكاتهم، وفي مدينة رأس العين بالحسكة افتتحت مدرسة أطلق عليها اسم أنقرة بحضور والي ماردين التركي وهي المدرسة الثامنة في المناطق التي تحتلها القوات التركية أو تسيطر عليها المجموعات الإرهابية المؤتمرة بأمرها.
لكن شعبنا الأبي واجه سياسات التتريك البغيضة، فرفض تعليم أبنائه باللغة التركية والمدارس والجامعات التي افتتحها، وتمسك بلغته وبالمناهج الوطنية السورية، ورفض التعامل بعملة المحتلين، وواجه إرهاب الغزاة بكل قوة، وقدم الشهداء قرابين ليحيا الوطن ولتذهب سياسات التتريك البغيضة إلى الجحيم