اعتاد الإنسان السوري منذ وجوده على هذه الأرض أن يكون سيد نفسه وقراره، معطاء مبدعاً قادراً على التكيف مع جميع الظروف مهما كانت صعبة وقاسية .
لم تثنه نوائب الدهر ولا طوارىء الظروف عن فعل مايجب فعله في الزراعة والصناعة والتربية والخدمات العامة ،وايجاد البدائل والحلول بما يخدم مصلحة الفرد والمجتمع.
لقد ترك بصمته الايجابية في العديد من مناحي التقدم والتطور، ساعياً الى الخلق والإبداع بطرق مختلفة ،فكانت منجزاته شاهداً على مرّ العصور .
اليوم يعيد الإنسان السوري وجه الحياة بدمه وعرقه وصبره وهو الذي عانى ويلات الحرب العدوانية على بلده ومخاطر تداعياتها ونتائجها السلبية والتي فاقت حدود التصور ،بعدما فقد العديد من مقومات النهوض والاستمرار وصعوبة تأمين الحاجات والضرورات،ماجعل قساوة الصورة والمشهد تطغى على تفاصيل صغيرة لم تكن بالحسبان ولم تكن هماً ذات يوم .
فالوجع المعيشي قلص مساحات التفاؤل، وأربك النفس بتحقيق الطموحات مع تصاعد موجة الغلاء وتباين أسعارها بين منطقة وأخرى وحتى ضمن الحي الواحد ،ناهيك عن حالة الجشع والطمع والتخبط في مزاج العديد من العاملين على خطوط النقل،من سرافيس ،تكسي،فان،باص شبه بولمان، أو بولمان ، حيث بدا جلياً أمس الخلل الواضح في آلية التعاطي مع قرار زيادة سعر مادة “المازوت” وامتناع البعض عن القيام بواجبه بنقل الركاب والموظفين والطلاب لاسيما في ساعات الصباح بحجة أنهم لايعلمون قيمة التسعيرة الجديدة التي سيتقاضونها من المواطنين ، رغم أنهم يأخذون الزيادة بالأساس كما يحلو لهم ومنذ زمن . البعض تقاضى أمس ضمن خطوط العاصمة دمشق مابين ٣٠٠و٥٠٠ ليرة بدلاً من مئة أو مئتي ليرة لاتجاه واحد.
هذا السلوك اللامسؤول من قبل هؤلاء وهم ليسوا قلّة، يؤكد هشاشة تفكيرهم وقلة واجبهم ونظرهم في شأن المصلحة العامة وخاصة وقت المحن والشدة والأزمات.
عين المجتمع- غصون سليمان