بطل من نوع مميز .. الفارس محمد الجوبراني: “تيم سبيرت” أهم مشروع لجيل موهوب بالفروسية حاورته ورود سلوم
الثورة أون لاين:
“بطل من نوع مميز .. شعاره الأمل والكفاح ،وطموحه وغايته التميز والنجاح، وحقق الجوائز في سورية ولسورية وكان في رياضة الفروسية بطل المضمار،انتصر على المعوقات اليومية و الصعاب نتيجة الحرب الإرهابية على سورية وتخطاها كحاجز اعتاد تخطيه بحرفية في الميدان، وكان الحلم محققاً مادام صاحبه فارس اسمه محمد جوبراني” الذي ينتسب لأصالة الفروسية السورية.
كيف كانت البداية ومراحل تطور الهواية حد الاحتراف،ورفع اسم سورية في محافل رياضية عالمية يقص علينا فارسنا ألف باء الحكاية:
بدأت علاقتي مع الخيل منذ الصغر وبالتحديد عندما كنت أراها وأراقبها في ساحات العيد وأماكن الاحتفالات. واستهواني الأمر كطفل يتعلق بشيء يعشقه، كبر الحلم واستوطن السؤال والاستفهام والاهتمام عقلي الشاب الذي ساعده معرفتي بمالك مزرعة خيول عربية بالغوطة لتكوين الإجابات الصحيحة عن عالم الفروسية، وكان الاتفاق على ممارسة التدريب على الخيل وأنا في المرحلة المتوسطة من حياتي الدراسية و في العام 2002 كان الانتساب لنادي باسل الأسد للفروسية في الديماس دون مقدمات فقط معرفتي واهتمامي بالخيل هما المحرض وراء التقدم بخطوة الاستفسار عن شروط التسجيل التي استوفيتها جميعها ،ومن يومها بدأ المشوار وتدرجت بالفروسية من أول مستوى وتدربت مثلي كمثل الآخرين باشتراك رمزي لا يتجاوز المئتي ليرة سورية في الشهر آنذاك، و ركبت الخيول العربية وخيول المبتدئين وشاركت بالمنافسات وربحت بطولة الجمهورية في العام 2004 على فئة متر، وهذه النتيجة لفتت نظر مدرب المنتخب في ذلك الوقت راغب ابراهيم باشا على الموهبة التي امتلكها ودعاني إلى المنتخب وخضعت لعدة تجارب و اختارتني السيدة منال الأسد الرئيس الفخري لاتحاد الفروسية من بين عدة فرسان لتميزي بموهبتي ورغبتي في تحقيق هدفي ، ومن هنا ابتدأ مشواري الرياضي الحق في العام 2005،و شاركت في الـ2006 عن فئة المئة وأربعين في دورة الوفاء.. ليكون الفضل إلى السيدة منال التي منحتني خيلاً من خيولها الخاصة من أجل المشاركة.
2 - من خلال معرفتك بالقائمين على هذه الرياضة في بلدنا هل هناك توجيهات خاصة يبدونها بالنسبة لرياضة الفروسية؟
الجدير بالملاحظة في عالم الفروسية والقائمين عليها في سورية مدى الإنسانية والتحلي الجاد بالأخلاق الرياضية .. وقد كان المسؤولون فيها مدرسة بحق يحتذى بها و نتعلم منها فنون التعامل الرياضي والمنافسة الشريفة وطرق العناية والرعاية بالخيول بكل شؤونها فكان للخيل جزء مهم من سلوكيات الفارس وإعطاؤه النصيب الذي يستحق من اهتمام وحب ورعاية الأمر أعطاني الدافع الصحيح للتقدم والتطور في هذه الرياضة لأصبح مدرباً للخيل بفضل تعليمات وخبرة المسؤولين والمعنيين برياضة الفروسية و لهم الفضل باكتسابي مهارة أهلتني استلام أهم مشروع لجيل موهوب بالفروسية وهو “تيم سبيرت”
- التحكيم في رياضة الفروسية شيء صعب ويتطلب تقنيات وأدوات خاصة ،فماذا يقول محمد جوبراني عن مستوى الحكام السوريين ؟
بخصوص التحكيم يجب إضافة إلى حصول الحكام على شهادات اختصاص محلية أو دولية إتمامها ضمن برنامج تعليمي وتدريبي في الاتحاد الدولي أما مستوانا في التحكيم فهو جيد جدا لكوني مطلع على قانون الفروسية حيث يوجد لدينا ناصب مسلك دولي وتوجد خطة في الاتحاد لتأهيل وتدريب الكوادر للانتقال بهم إلى مستويات أعلى.
_ متى بدأ مشوارك التدريبي ؟
ابتدأ مشواري التدريبي بمشروع “تيم سبيرت” والذي انطلقت شراراته الأولى بأربعة فرسان في العام 2014، وقد ربح هؤلاء الأربعة بطولات الجمهورية بشكل كامل وبكل الفئات وكانت بداية عظيمة لفريق عظيم استطاع أن يحقق نتائج جداً مهمة حيث تحول تيم سبيرت من فريق ونادٍ صغير إلى أكاديمية تضم 15 فارساً ، تدربوا على أعلى المستويات وجميعهم يقفزون فئات المئة وأربعين ويحققون نتائج مهمة.
3 -ما هو أكثر شي يميز فرسان نادي تيم سبيرت .. وكيف تقيم أداءهم في مشاركتهم في البطولات؟
- يتشكل “تيم سبيرت” حالياً من أربعة فرسان شام الأسد وبشرى الأسد وآية حمشو وأنا المدير الرياضي للفريق حيث إنني فارس ومدرب الفريق بذات الوقت، وأكثر شي يميز فارسات تيم سبيرت أنهن يتمتعن برياضة حقيقية وموهبة فطرية متميزة فتم تأهيلهن بشكل أكاديمي وصقل موهبتهن بشكل احترافي والدفع بهن إلى امتلاك زمام علم رياضة الفروسية نظرياً وعملياً حيث إننا تميزنا بمجهودنا الكبير في التدريب ورعايتنا الكاملة لكل فارس ولكل جواد. فلا يوجد طرق وأساليب أخرى خارج إطار الرياضة والتنافس الشريف وهذا الشيء غير قابل للتغيير.
الفرسان حالياً يتم تحضيرهم وإعدادهم للمشاركة كمنتخب سوري في بطولة الآسياد في الصين العام المقبل 2022.
_ ماهي أهم الألقاب للفارس جوبراني وفريقه؟
حققنا نتائج محلية عديدة من بطولات الجمهورية إلى دورة الوفاء إلى بطولة الجيش .. ومن أهم الألقاب التي حققتها كان في الـ2017 حيث ربحت دورة الوفاء.. وفي العامين 2018 و2019 حققت المركز الثاني بينما في العام 2020 لم تقم البطولة والآن في العام 2021 حققت فارسة من فرسان “تيم سبيرت” وهي الفارسة شام الأسد بأول مشاركة لها المركز الأول في دورة الوفاء وأيضاً المركز الأول للفارسة آية حمشو في منافسات اليوم الثاني.. وحققنا بطولة الجمهورية سنتين متتاليتين مع الفارسة شام الأسد أيضاً على أعلى مستوى وهو الـ 145، .. وأيضا ربحنا المركز الثاني على أعلى مستوى مع الفارسة بشرى الأسد ..وتناوبت الفارسات على تحقيق المراكز الأولى على التوالي بين آية وشام وبشرى وأحرزنا كمنتخب سوري في بطولة آسيا الدولية للصالات المغلقة ميدالية برونزية وهي من أهم الميداليات التي حصلت عليها على الصعيد العالمي في العام 2017 في تركمانستان وفخور جداً بما حققه “تيم سبيرت” .
- كيف تنظر إلى مشاركة الشباب السوريين في النشاطات الرياضية وخاصة الفروسية؟
- مشاركة سورية في الأولمبياد حالياً مهمة جداً .. والتأهيل للأولمبياد يخضع لطريقة تجميع النقاط بمجموعة الدول العربية التي نحن فيها بالمجموعة السابعة .. السيدة منال الأسد أقامت دوري السلام وأصبح 6 مباريات دولية على مستوى نجمتين والفئة تحصل على نقاط للتصنيف العالمي حيث استطاع الفارس أحمد حمشو تحصيل أعلى نقاط والتأهل للأولمبياد من خلال دوري السلام للفروسية والذي كان فكرة السيدة الفارسة منال الأسد حيث أهلت فارس وحجزت مقعداً لسورية في الأولمبياد.
_ أين تضع الفرسان السوريين مقارنة بالفرسان العرب؟
في رياضة الفروسية بشكل عام مشينا على نهج الفارس الذهبي الشهيد باسل الأسد الذي أنار لنا معالم الطريق في خوض غمار هذه الرياضة العريقة .. وأرسى مبادئ التنافس والإبداع ليتميز الفارس السوري عن أقرانه في مختلف دول العالم وقد حملت الراية من بعده السيدة الفارسة منال الأسد لتكمل درب الفارس الباسل نحو تكريس البطولة لتحقيق النجاح والتألق لرياضة الفروسية على مستوى محلي ودولي فالفارس السوري دائماً متميز على الرغم من أن عددنا ليسا كبيراً إلا أننا موهوبون وأذكر كوكبة من الفرسان المرموقين على مستوى الجمهورية أمثال : الفارس شادي غريب والفارس فراس جنيدي والفارس أحمد حمشو والفارس عمر حمشو ، والفارس همام الخولي والفارس ياسر الشريف.
هؤلاء الفرسان حققوا الكثير من الإنجازات المحلية والدولية وأهمها أن نتصدر الترتيب المؤهل لأولمبياد طوكيو… وأريد التوضيح هنا أننا نحن فرسان “تيم سبيرت” ننافس هذه الأسماء الكبيرة التي تمتلك خبرة كبيرة جداً ونحقق معهم مراكز متقدمة ودائماً تكون النتائج متقاربة وهذا الشيء مبشر وواعد لهذا الجيل الجديد، وخاصة أن الفكرة التي شرعت بها السيدة منال الأسد من حيث العناية بقاعدة الفروسية والاهتمام ورعاية المواهب ومن ثم تطوير المواهب ليصبحوا بعد ذلك فرساناً عالميين.
_ ما رأيك بالقول إن النجاح في الفروسية لا يعتمد على كفاءة الفارس فقط وإنما على مستوى الحصان أيضاً..؟
النجاح بالفروسية لا يعتمد عل الحصان فقط بل يعتمد على روح الجماعة حيث تشمل الحالة من أصغر تفصيل مروراً بكل الحيثيات حتى إصدار النتيجة .. يوجد كادر كبير يهتم بالحصان من السايس إلى الطبيب إلى إدارة الاصطبلات إلى المدرب إلى تدريب الفارس .. الخ .
فهي تعتمد على فريق كبير ومنوع بالأداء والوظائف . ومن أجل أن نحصل على نتيجة إيجابية يجب أن يكون الفارس في أحسن حال وكذلك الخيل . والمعادلة تقول بأن الخيول الجيدة والخبيرة تعطى للفرسان الصغار حتى تعطيهم من خبرتها .. والعكس صحيح . فالخيول التي لا تمتلك الخبرة تعطى للفرسان الذين يمتلكون المعرفة والخبرة الكبيرة و لا نستطيع القول إن حصاناً جيداً يعني نتيجة جيدة فربما تكون الخيل بمنتهى الجودة ولكن أسلوب التعامل معها ليس بالشكل المطلوب . وبالمحصلة يجب أن يحصل انسجام بين الفارس والخيل حتى يتم تحقيق أفضل النتائج.
– كيف استطعت التوفيق بين الرياضة والدراسة ومن ثم العمل ؟
- أنا وحيد أهلي وكنت مثابراً على دراستي وتخرجت في الجامعة العربية الدولية وحصلت على شهادة بالتصميم الصناعي بعد أن درست سنتين في إدارة الأعمال. وبعد ذلك رافقت والدي بمجال العمل بالصناعة . وبسبب الحرب التي تعرضت لها سورية خسرنا كل ما نملك .. ولكن لم نستسلم فقد نهضت من جديد وصممت على ترميم وبناء ذاتي من جديد وحملت عائلتي وأعدت بناء كل شيء من تحت الصفر.
إلى أن وصلت الى مستوى مدرب تيم سبيرت ومدير تنفيذي لمعمل بدوام من العشرة صباحا حتى الرابعة مساء ومن الثامنة صباحا حتى التاسعة اتدرب على الخيل وبعذ لك من الخامسة مساء وحتى التاسعة أقوم على شؤون الخيل من الرعاية والتدريب وكل ما يتعلق بها من شؤون يومية .