مرت في 14 تموز 2021 ذكرى مرور 77 عاماً على رحيل أسطورة الغناء أسمهان أو القيثارة الذهبية التي كان فريد الأطرش يعزف عليها ألحانه الخالدة، ولو كتبت لها الحياة لكانت غيرت مسار الغناء، فقد استطاعت في فترة زمنية لاتتعدى الثماني سنوات الأخيرة من حياتها، ومن خلال 31 أغنية فقط مصورة أو مسجلة، أن تحدث ثورة في الغناء العربي، ومعظم النقاد الموسيقيين يجمعون على أنها امتلكت صوتاً نادراً، من قسم “السوبرانو” في الأصوات النسائية، غني بمساحاته ونبراته ومقاماته.
ويؤكد المايسترو سليم سحاب أن غناء أسمهان سمته أنه عصري، مؤسس على أصول الغناء التقليدي .. وهذا التميز والتفرد وثق علاقتها بكبار الملحنين في ذلك الوقت، أمثال: القصبجي وزكريا أحمد وعبد الوهاب والسنباطي وفريد غصن ومدحت عاصم وغيرهم.
ولقد ضحت من أجل فنها، وهذا الجو أتاح لعمالقة التلحين والغناء، التعاون معها، وألحانهم التي قدمت لها ولغيرها، خضعت ولا تزال تخضع لغربلة الزمان، ولكن ما تمت غربلته حتى الآن، يشير إلى تفرد فريد الأطرش بين هذه المجموعة في الوصول إلى العالمية.
النقطة الأكثر أهمية في تلك المرحلة أن فريد الأطرش أحدث ارتجاجاً في الموازين الفنية، التي كانت سائدة في مطلع الأربعينات، عندما لحن لشقيقته أسمهان جميع أغاني فيلم انتصار الشباب .. كان التحدي صعباً للغاية ومع ذلك أصر فريد أن يلحن لها جميع الأغاني التي ستغنيها منفردة أو بمشاركته في فيلمهما المشترك انتصار الشباب، وذاع صيت فريد وأسمهان، وهذا يعني أن فريد له الفضل الأول في إطلاق أسمهان، وأصبح في موقع منافسة مع كبار الملحنين والمطربين، بدليل أن اسمه كملحن وضع قبل اسمي القصبجي والسنباطي في مقدمة فيلمها الثاني والأخير غرام وانتقام.
وتقول هبة فرح ( متخصصة في فن فريد وأسمهان) بأنها قرأت مقالة تؤكد أن كلمات أغاني فيلم أسمهان (غرام وانتقام) عرضت على فريد الأطرش بعد أن عرضت على السنباطي والقصبجي، واكتشف فريد أنهما اختارا الكلمات الأسهل بالتلحين، وتركوا له الأصعب، ومع ذلك فاق نجاح ألحانه كل التوقعات، لدرجة جعلت رياض السنباطي يصرح بأن الأغنيات التي لحنها لها شقيقها فريد الأطرش هي من أروع ماقدم، خلال مسيرته الفنية.
رؤية -أديب مخزوم