خطاب القسم.. ومقاربات الوعي المحصنة للوطن

الثورة أون لاين – لميس عودة:
في خرائط الأمل والمستقبل الواعد، تتضح الرؤى وتتبدى آفاق الانتصار ويحضر الوطن بمفهومه الأكبر والأقدس، فتتلاشى بحضوره كل الترهات العدائية ويخفت مع إيقاعه العظيم صخب التشويش، وتنزاح غمامة العقبات وتُذلل الصعاب بالإرادة، وتختزل العبارات بعنوان عريض يحدد جداول أعمال وأجندات الحاضر، ويؤسس للمستقبل ويبنى عليه ما هو آت من معاركنا السياسية والميدانية.
فالعمل شعار المرحلة ومنطلقها كما أكد على ذلك وأوضح مدلولاته السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم، والوعي المجتمعي هو الركيزة الأساس لخوض غمار كل معارك التحرير وتسييج الوطن بأسوار المنعة ووأد المؤامرات، فهذا الوعي هو ما نسف المخططات الاستعمارية وقاد خطوات السوريين للنصر، وهو الذي سيرافق خطواتهم القادمة لصون وحدتهم الوطنية واستكمال عقد الإنجاز في كل مناحي الحياة.
فمعركة الوعي هي أكبر وأهم المعارك وفيها أشرس ساحات المواجهة، فمن ينتصر بالوعي لن تهزمه كل المؤامرات على تعدد أشكالها ومأرب صانعيها، ولن تنال منه كل سهام الفتنة والتضليل والتشويه والخداع، ولن يكون أداة طيعة بأيدي من يريدون هدم وتخريب المجتمع لتحقيق أجندات عدوانية، فالوعي المجتمعي أسمى مراتب الانتماء وأكثر جدران المجتمعات منعة أمام الاختراقات، فالتغلب على المؤامرات ونسف المخططات العدوانية يرتكز على الوعي بأبعاد المؤامرات وأهدافها وغايات الأعداء من وراء إحداث شروخ وتصدعات في المنظومة الاجتماعية الجامعة، وفي تركيبة فسيفساء الوطن المتنوعة ليتسللوا منها لغزو المجتمعات وتدمير الدول وتمرير الأجندات الاستعمارية.
وهنا وانطلاقاً من الوعي والإدراك لمآرب صناع الحروب وتجار الموت والإرهاب العالمي، ولمواجهة السيل الجارف من الضخ الدعائي المغرض تقع على عاتق الدول مهام جسيمة للتوعية والتحصين لمنع الانجرار والانقياد الأعمى وراء خبث الغايات المرادة من وراء نفث السموم التخريبية والتفتيتية لهيكلية الدولة ومحاولات فرط العقد المجتمعي المتين.
لذلك فإنه من أولى الأولويات التي تقع على عاتق الأسرة أولاً ومن ثم المؤسسات التربوية والوطنية المعنية تعزيز الوعي وفضح أبعاد المؤامرات وتوضيح الحقائق ودحض التزييف وتعرية المخططات العدوانية، إضافة إلى شد وثاق الانتماء الوطني وتحصين المجتمع بمعايير قوية وصلبة من المنعة والثبات في وجه عواصف الاقتلاع وغسيل العقول الممنهج الذي يمارسه أعداء الشعب السوري، وخاصة لدى فئة الشباب الفئة الأكثر استهدافاً لما يعقد عليها من آمال مستقبلية لصون أوطانها وحفظ ترابط وتلاحم بنيته المجتمعية، كما أكد على ذلك الرئيس الأسد بقوله: “إن الوعي الشعبي الوطني هو المعيار الذي نقيس به مدى قوتنا وقدرتنا على تحدي ومواجهة وهزيمة كل الصعاب، به نميز ما بين الثوابت كالوطن والشعب، وما بين المتغيرات كالأشخاص والظروف، به نميز ما بين المصطلحات الحقيقية والوهمية، بين العمالة والمعارضة، بين الثورة والإرهاب، بين الخيانة والوطنية، بين إصلاح الداخل وتسليم الوطن للخارج”.
من هنا تبرز بقوة أهمية دور الأسرة والمؤسسات التربوية والاجتماعية لإنشاء جيل مسؤول وواع ومدرك، فالنشئ السليم المعزز والمحصن بضوابط الأخلاق والمسؤولية المجتمعية المتطور بعقله وفكره، هو القادر على غربلة الطروحات وإزاحة الهدام والتخريبي منها والحفاظ على المفاهيم البناءة، والذي يفهم معنى الحرية المسؤولة دون انفلات ولا تعصب ولا ضيق أفق، ووحده سيكون قادراً على التأثير الإيجابي الذي يقود المجتمع بالمجمل إلى التطور والدولة إلى الازدهار.
بالوعي انتصر السوريون وسينتصرون في معاركهم اللاحقة ضد الإرهاب وضد الأفكار المتطرفة الهدامة، فلن ينضب مخزون الإرادة والتصميم، وسيبقون أقوياء بالوعي محصنون بالانتماء الوطني، ولن تجف منابع الكرامة، ولن يخفت صوت الحق مازال فينا من عاهد فأوفى وأخلص وصمد وتصدى وبقي قابضاً على جمرات الثوابت، متمسكاً بالحقوق الوطنية المشروعة، فقدر السوريين الانتصار مهما اشتد الاستهداف الإرهابي ومهما تكالب المعتدون الغزاة والمتآمرون.
فليقرأ من في عيونهم غشاوة وهم في التاريخ السوري المقاوم، وليمعنوا التدقيق في صفحاته النيرة كيف يصنع السوريون ملاحمهم البطولية بوحدتهم الوطنية ووعيهم المجتمعي، فيجترحون النصر من رحم الصعاب، ويرسمون بألوان الوحدة الوطنية وبمخزون الوعي البناء لوحة لمستقبلهم المشرق بعيداُ عن مهاترات الأعداء، وبمنأى عن مآربهم التخريبية، فالوطن يسمو ويرتقي ويتحصن كلما ازداد أفراده وعياً.

آخر الأخبار
باحثون عن الأمل بين الدمار.. إدلب: إرادة التعلم والبناء تنتصر على أنقاض الحرب  إعلان بغداد: الحفاظ على أمن واستقرار سوريا واحترام خيارات شعبها للمرة الأولى.. انتخابات غرفة سياحة اللاذقية ديمقراطية "الاتصالات " ترفع مستوى التنسيق  مع وسائل الإعلام لتعزيز المصداقية مياه " دمشق وريفها: لا صحة للفيديو المتداول حول فيضان نبع الفيجة  "موتكس" يعود كواجهة لمنتج النسيج السوري إطلاق الوكالة الأولى للسيارات الكهربائية بسوريا وتوريد أول 500 سيارة  ورشة العدالة الانتقالية توصي بتشكيل هيئة ومعاقبة المتورطين بالجرائم  "بطاطا من رحم الأرض السورية"..  مشروع وطني يعيد تشكيل الأمن الغذائي   مشاركون في قمة بغداد: مواصلة دعم سوريا ورفض أي اعتداءات  الوزير الشعار "يطمئن" على معمل الليرمون  بعثة طبية لـ"سامز" تستهدف عدة مستشفيات في سوريا الشيباني أمام قمة بغداد: سوريا لجميع السوريين ولا مكان فيها للتهميش أو الإقصاء البنك الدولي: سعداء بسداد متأخرات سوريا ومجال لإعادة التعامل  بمشاركة سوريا.. انطلاق أعمال القمة العربية الـ 34 في بغداد  ArabNews: فرصة تاريخية لانطلاقة إيجابية في بلاد الشام م. العش لـ"الثورة": قطاع التأمين سيشهد نقلة نوعية تطوير مهارات مقدمي الرعاية الاجتماعية في درعا   تحت إشراف مباشر من محافظ السويداء، عدد من طلبة السويداء يتوجّهون اليوم إلى جامعة "غباغب"..   كيف يواجه الأطفال تحديات التكيف بعد سنوات من اللجوء؟