الثورة أون لاين- ريم صالح:
من آمن بوطنه فإنه حكماً سينتصر.. ومن جعل سيادة وطنه، وحريته، واستقلاله، واستقراره، وازدهاره خطاً أحمر لا يقبل المساومة، أو الابتزاز، أو التنازلات، فإنه حتماً سينهض بسوريته إلى أعالي القمم السياسية، والدبلوماسية، والاقتصادية، ومن جعل سوريته، وهويته الوطنية الجامعة، هي أولاً، وثانياً، وثالثاً، وأخيراً، فإنه محال أن يُهزم.
سورية أولاً وأخيراً، سورية حرة أبية سيدة مستقلة، سورية واحدة، موحدة، متحدة، بجيشها الباسل، وبشعبها الصامد، وبقائدها المقاوم، هذه هي المعايير والأعراف التي يجب أن يعيها كل مواطن سوري، غيور على وطنه.. وما يجري على الأراضي السورية، إنما هو إرهاب منظم، مأجور، تشغله أصابع أمريكية، وتركية، وصهيونية قذرة، بتمويل أعرابي هائل، هي الحقيقة التي يجب أن يدركها جميع السوريين، بل ويجب أن لا تغيب عن أذهانهم أبداً، ولعل الأمر الأهم هنا هو أهمية التفريق بين العمالة، والخيانة، والوطنية، والمعارضة، وبين الثورة، والفوضى، والإرهاب.
ولجميع السوريين نقول: الانتماء للوطن ليس خيارا.. أجل وإنما هو قدر أزلي، ولكن يبقى السؤال هنا هل يمكننا أن نعول حقاً على من فقد الانتماء لوطنه؟!، وإلى أي مدى يمكننا التعويل عليه، ثم إذا فقد المواطن السوري انتماءه ماذا يمكن أن يقدم لوطنه سورية؟!، أوليس كل من فقد الانتماء لسوريته، لا يختلف بشكل أو بآخر عن العميل، أو الخائن، أو المرتزق المأجور، الذي يسهل عليه أن يبيع أي شيء، ويستثمر بأي شيء، كيف لا وهو فاقد للإحساس بوطنه أصلاً، وبضرورة أن يبقى حراً، شامخاً، سيداً، أبياً.
منظومة العدوان على سورية حاولت ومنذ اللحظات الأولى للحرب العدوانية عليها، أن تلعب على هذا الوتر، أي وتر الانتماء، سعت كثيراً لضرب النسيج الوطني السوري، وعملت مراراً على استهداف اللحمة الوطنية، عبر بث قلاقل وروايات هوليودية تحرض على الطائفية، والمذهبية، والفردية، والانتهازية، وتغوص بهذه المفاهيم إلى أسفل الدرك الوجودي المظلم.
أرادت تلك المنظومة للسوريين أن يقتلوا بعضهم بعضهم، فلا ينجو منهم أحد، وجندت دمى مأجورة لهذا الغرض، وألبست بعضها لبوس المعارضة الكاذبة، وبعضها الآخر لبوس الدين المضلل، واستخدمت في لعبتها القذرة هذه ماكينات إعلامية، وأبواق سياسية مأجورة، ولكنها ورغم ذلك كله فإنها لم تفلح، بل ارتدت دسائسها، وصناعاتها الإرهابية وبالاً عليها.
السوريون كانوا على قدر كبير من الوعي والمسؤولية، حيث عرفوا ومنذ البداية ما الذي يريده الأمريكي، والتركي، والصهيوني والأوروبي منهم، وبأن المعتدي الغربي لم يجلب معه إلى سورية، أو إلى أي دولة من دول المنطقة، إلا الويلات، والدمار، والدماء، والخراب، وها هي العراق، وأفغانستان شاهد حي من شواهد العصر الحديث على كلامنا هذا.
بل ها هي سورية هي الدليل القاطع والبرهان الحاسم على كل حرف ذكرناه في الأعلى، ولمن يشكك فليمعن جيداً في العورات الخلقية، والأخلاقية، والشناعة الإنسانية، والقانونية، والشرعية، للوجه الأمريكي والتركي اللصوصي النهبوي لثروات السوريين، ومحاصيلهم، وآثارهم، وأيضاً ليمعن في ما وراء الأكمة الصهيونية والفرنسية والأوروبية عموماً من مطامع مفضوحة ونوايا استعمارية مبيتة.
كلنا سوريون وسوريتنا تفرض علينا أن ندافع عن وطننا، حتى آخر قطرة دم، وأن نقدم الغالي والنفيس حتى تحرير آخر ذرة تراب من براثن الإرهاب التكفيري، كلنا سوريون وانتماؤنا لوطننا يجب أن يبقى نصب أعيننا، بوصلة تحدد لنا المسار المقاوم، والسيادي، الذي يجب أن لا نحيد عنه مهما اشتدت رياح غدر المارقين، أو علت ضوضاء افتراءاتهم، وهذه المضامين جميعها كانت المرتكز الأساسي في خطاب السيد الرئيس بشار الأسد بعد أدائه القسم الدستوري، والتي ستكون ركائز المرحلة القادمة في البناء والإعمار.

التالي