لم تكن مصادفة أو مجرد توارد للأفكار أن يتحدث مدرب منتخبنا الكروي عن متطلبات النهوض بمنتخباتنا الوطنية, بالسياق ذاته الذي تكلم عنه سلفه, فالمدربان ينطلقان من المقومات الأساسية للارتقاء, وإن بدت أنها عناوين عريضة, لكنها تنطوي على كثير من الجزئيات والتفاصيل الدقيقة!!
ثلاث ركائز ثابتة, وربما كانت بديهية, لا بد من أن تتوفر للبناء عليها.. شخصية المنتخب, وتطور مستوى المسابقات المحلية, والملاعب.. فالشخصية يقصد بها الديمومة والاستمرارية للمنتخب الذي لايمكن أن يبقى منتخباً للمناسبات والاستحقاقات فقط, كما أن تطور مستوى مسابقاتنا يعني أن تكون أنديتنا الكروية محكومة بعقلية احترافية بحتة, لديها من الامكانات مايؤهلها لتكون أندية محترفة, وليست هاوية أو مسخاً للأندية المحترفة, كما أن الملاعب والمنشآت ومايتعلق بها من بنية تحتية, ليست حكراً على الملاعب التي تقام فيها المباريات الرسمية وغير الرسمية, بل تتعداها إلى الملاعب التدريبية التي هي بالأساس حجر الزاوية في تطور اللعبة على صعيد الأندية.
إن هدف الوصول إلى نهائيات كأس العالم العام القادم, يجب ألا ينسينا الأهداف الكبرى لكرتنا ومنتخباتها, والعمل المرحلي المنصب الآن على هدف التأهل يجب ألا يكون إلا جزءاً من الرؤية الاستراتيجية التي ترسم ملامح النهوض الشامل بكرتنا, وليس الاكتفاء بالجري خلف تحقيق طفرة هنا, أوشذرة هناك..ومن هنا تكمن ضرورة العمل الجماعي المتكامل , واضطلاع كل حلقة من حلقات السلسلة الرياضية بمهامها المنوطة بها!
.من المنطقي القول: إن مدرب منتخبنا الكروي جاء بمهمة إسعافية وليست شفائية, ولديه القدرة على معالجة بعض الجوانب السلبية وسد الثغرات واستكمال النواقص, وربما حالفه التوفيق في تحقيق حلم جماهيرنا الكروية بالوصول التاريخي إلى المونديال, لكنه غير قادر على معالجة إشكالياتنا ومعضلاتنا الكروية من جذورها
مابين السطور- مازن أبوشملة