ديمقراطيةُ الغرب بينَ الزّيف والنِفاق!

 

الملحق الثقافي:حبيب الإبراهيم:

أكثر ما يُثير الدّهشة والاستغراب، لدى الكثير ممّن يُسمّون أنفسهم بالمثقّفين والمتنوّرين، تَباهيهم وتغنّيهم بديمقراطيّة الغرب، التي يعتبرونها أنموذجاً لكلّ الديمقراطيات في العالم، فنراهم يتباكون على الحريّة، المساواة، العدالة، الرأي والرأي الآخر، حقوق الإنسان وغيرها..

12.jpg

إنّ الحقيقة والواقع عكس ذلك تماماً، وما يُساق في وسائل الإعلام عن الغرب الديمقراطيّ المتحضّر، المتمدّن، معقل الديمقراطيّة، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكيّة، هو الزّيف بعينه، والخداع بكلّ أشكاله، ومن يتتبّع مراحلَ هذا الخِداع، يلحظ التّخفي الواضح، وراء شعاراتٍ عديدة تبنّتها الولايات المتحدة، ودول الغرب التي تدور في فلكها، مثل نشر الحريّة والديمقراطيّة وحقوق الإنسان، والتباكي المفضوح لتنفيذِ أجندتها الخفيّة والمُعلَنة، ويأتي، في مقدّمتها تفكيك الدّول الوطنيّة، ونهبِ خيراتها، وسرقة ثرواتها، وإخضاعها للسّيطرة الاستعماريّة، والدوران في فلكها.
إنّ المتتَّبع لأحداث القرن الحادي والعشرين، يُدركُ بما لا يدَع مجالاً للشّك، تذرّع الغرب بحججٍ واهيةٍ، أصبحت مفضوحة للرّأي العام العالميّ، من أجل شنّ الحروبِ ونهب الخيرات، وإخضاع الدّول التي ترفضُ سياسة الولايات المتّحدة الأمريكية “تمهيداً لتمزيقها وتفتيتها”.. سياستها المتمثّلة بالهيمنة والسيطرة على هذه الدول، وفرض سياسة الخضوع والإذلال والتبعيّة، كما فَعلت في أفغانستان، حيث احتلّت هذا البلد 2001 بحجّة محاربة تنظيم القاعدة والإرهاب، وهما صنيعة هذه السياسة، فالإرهاب نما وترعرع في حضن الأمريكيّ الذي يدّعي الآن محاربته!!؟؟.. أيضاً، احتلال العراق 2003 بذريعة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل، فقتلت أميركا وشرّدت، مئات الآلاف بل الملايين من الضحايا الأبرياء، ونهبت الخيرات وسرقت النفط، ودمّرت البنية التحتية.. سَرقت الآثار والمتاحف، وحَاولت طمس الوجه الحضاري والتاريخي للعراق ..
إن زيفَ ديمقراطيّة الغرب ونفاقه المفضوح، دفعَ الدّول الكبرى إلى شن الحروب، وتنفيذ المؤامرات على الشعوب العربيّة، تحت مُسمّى (الرّبيع العربي) كما حدث في تونس ومصر وليبيا وسورية واليمن، بدعوى نشرِ الحرية، العدالة، المساواة، الديمقراطيّة وحماية حقوق الإنسان.. وغير ذلك من الشّعارات الرنّانة في تكرارها، والبرّاقة في إعادة تدويرها..
المضحك المبكي، أن من تبنّى وموّل هذه الثورات المجرمة، دول الخليج -قطر والسعودية -، التي ورغم بعدها كلّ البعد، عن الديمقراطيّة وحقوق الإنسان، إلا أنها ارتضت لنفسها، القيام بهذا الدور التدميريّ التخريبيّ، لدولٍ عربية في مقدمتها سورية، وتبنّت زوراً وبهتاناً، تلك الشعارات التضليليّة الزائفة والكاذبة.
فعلت هذه الدول ذلك، مع أنها لا تملك حتّى دستوراً أو برلماناً، يشكّل الحدّ الأدنى للحياة الديمقراطيّة، فقد أخذت على عاتقها تمويل المشروع الأمريكيّ الصهيونيّ المدمّر، فكان التدخل الخارجيّ المفضوح في سوريّة، من قبل الولايات المتحدة الأمريكيّة والغرب، ودول العدوان التي تدور في فلكها..
جميع هذه الدول، قامت بدعمِ المجموعات الإرهابية، وموّلتها بالمال والسلاح، ونشرت الفكر الوهابيّ، التكفيريّ، الظلاميّ، لتدمير هذا البلد الذي كان مثالاً للأمن والأمان والوحدة الوطنية.. فعلت ذلك، تحت ذرائع واهية، بعيدة كلّ البعد عن الحقيقة والمنطق والأخلاق، فكانت حرباً ظالمة، حرباً كونيّة طالت كلّ نواحي الحياة، في هذا البلدِ الذي صمد وواجه وانتصر.
نعم، لقد حاولت أميركا ومعها الغرب، من خلال هذا المخطط التآمري، تدمير سورية وبُنيتها التحتيّة، بشكلٍ منظّم وممنهج، سُرقت من خلاله، المعامل والمصانع والمنشآت والدوائر الخدميّة، وكلّ ما كان الهدف منه، إخضاع السوريين وتركيعهم، ما يؤكّد أن كلّ ما قامت به دول العدوان هذه، ليس إلا لفرضِ مشروعها و”ديمقراطيتها”!! المزيفّة…
لم يقف نفاق الغرب عند هذا الحدّ من الرّياء والزّيف، بل تعدّى ذلك، إلى منع السوريين من ممارسة أبسط الحقوق التي كفلها لهم الدستور، والتعبير عن إرادتهم المستقلة، في اختيار رئيسهم في الاستحقاق الدستوريّ الذي جرى في السادس والعشرين من أيار، وذلك عندما منعت الحكومة الألمانية والتركيّة، السوريين من الإدلاء بأصواتهم، وممارسة حقهم في الانتخاب، وحرمتهم من ممارسة هذا الحق، في الوقت الذي تقوم فيه بالتشدّق ليلاً ونهاراً، بالديمقراطية، وحماية حقوق الإنسان، وهي بعيدة كلّ البعد، عن أيّ معنى من معاني الحقوق والديمقراطيّة..
هذا السلوك العدواني لدولِ الغرب، ومعهم الولايات المتحدة الأمريكيّة، تجاه سورية، شعباً وقيادة، تجلّى منذ اللحظة الأولى للمؤامرة، وما لم تستطع تلك القوى تحقيقه بالقوة العسكرية، وعبر مرتزقتها ومجموعاتها الإرهابية، وأعمالها الإجراميّة، حاولت تحقيقه من خلال ما يسمّى الحرب الناعمة، المتمثلة بقانون قيصر، وفرض العقوبات الاقتصاديّة، وسرقة النفط والقمح، ومحاربة الشعب السوري بلقمة عيشه، لكنها فشلت أمام الصمود الأسطوريّ لهذا الشعب، الذي صنع ملاحمَ العزّة والبطولة، مع أبطال الجيش العربي السوري، حرّاس الفجر والحقّ والكرامة، ومن جعلوا التاريخ يكتب ويوثّق، أسفار الصمودِ والمجدِ والانتصار..

التاريخ: الثلاثاء20-7-2021

رقم العدد :1055

 

آخر الأخبار
الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات