تبرز أهمية القيم الإنسانية في وقت الحروب والشدائد لما لها من آثار إيجابية في المجتمع، لجهة دورها الكبير في مداواة الجراح والأوجاع والهموم ورأب التصدعات الاجتماعية التي تحدث نتيجة الحروب وتداعياتها التي تكون صعبة على جميع الناس.
وتعد قيم التسامح والمحبة والإيثار من أبرز القيم الإنسانية التي يجب أن تسود مجتمعنا، لأننا كسوريين أحوج ما نكون إليها، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها جميعا بسبب الحصار والعقوبات التي تفرضها قوى الإرهاب والعدوان علينا، والتي حولت البعض إلى وحوش بشرية تنهش فينا من كل اتجاه وتكون عونا لأعدائنا الذين حاصرونا وقطعوا عنا كل سبل العيش والبقاء والحياة.
من هنا كان تأكيد السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم على تلك القيم النبيلة التي لا يمكن للمجتمع أن يبنى أو ينهض أو يزدهر بدونها، فهي أساس الحياة والتعايش الاجتماعي الذي لا تتحقق شروطه إلا بوجودها بشكلها ودورها الأمثل والأسمى.
كأبناء هذه الأرض، علينا أن نسارع إلى تلك القيم لنتفيأ ظلالها من أجل أن ننهض مجددا من تحت رماد الألم والوجع حتى نواصل مع قائدنا مسيرة البناء والإعمار والنهوض ودحر الإرهاب والاحتلال.
ولنعزز تلك القيم فهي الأرضية المتينة والصلبة التي سوف ننطلق منها، ولنبدأ بزرع بذور الحب والتسامح كل حسب دوره ووظيفته ومكانته وموقعه، لاسيما الأيقونة الأولى للمجتمع، وهي الأسرة التي تلعب دورا كبيرا وأساسيا في زرع تلك البذور في قلوب وعقول الأبناء من نعومة أظفارهم، فعندما يرى الطفل بأم عينيه تلك القيم والمبادئ النبيلة والسامية هي السائدة داخل أسرته، فهو بلا شك سوف يتعلم من أهله ما لم تستطع أي مدرسة في العالم أن تعلمه إياه كون تلك الدروس ستبقى محفورة في الذاكرة إلى الأبد حيث ستنعكس سلوكا وممارسة في حياته، و سوف يتعلم حب الوطن وحب الآخرين والتسامح والصفح، والأهم تعلمه كيف يحب ويتقبل الأخر تحت سقف الوطن.
عين المجتمع – فردوس دياب