الثورة أون لاين – دينا الحمد:
جرائم كثيرة ارتكبتها ميليشيا “قسد” الانفصالية بحق السوريين، من تعطيش لأهلنا في الجزيرة، إلى تهجيرهم، مروراً بالسطو على ممتلكاتهم وأرزاقهم، وتجنيد شبابهم في صفوفها، ناهيك عن الاستيلاء على مباني الدولة السورية في محافظة الحسكة، ونهب محتوياتها، ومنع موظفيها من الدخول إليها، وإغلاقها بقوة السلاح والإرهاب.
وكل هذه الجرائم، التي ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وضد الوطن السوري، هي خطوات ممنهجة ومدروسة من أجل تحقيق أوهام هذه العصابات في تقسيم الخارطة السورية وإنشاء كانتونات انفصالية على أسس عرقية في الجزيرة السورية بدعم من القوات الأميركية الغازية، التي يأتمر متزعمو هذه الميليشيا بأوامرها، وبدعم من الكيان الإسرائيلي الذي يسعى إلى إعادة رسم خارطة المنطقة برمتها وإعادة تقسيمها بما ينسجم مع طبيعته الاستعمارية والعنصرية.
فمشروع الانفصال الذي تتوهم ميليشيا “قسد” بتحقيقه بدعم أميركي وغربي وصهيوني يقوم على تهجير أهلنا من قراهم لتنفيذ مخططات أميركا والكيان الإسرائيلي والنظام التركي المشبوهة في التغيير الديمغرافي ورسم خرائط انفصالية جديدة، طوى شعبنا الصامد وجيشنا الباسل فصولها مراراً وتكراراً خلال انتصاراته على مدى سنوات الحرب العدوانية العشر الماضية، وقد شاهد العالم كيف تقوم هذه الميليشيا العميلة مؤخراً بزيارات إلى دول غربية استعمارية لنيل رضاها على مشاريع التقسيم المذكورة ومباركتها ودعمها خلافاً لإرادة الشعب السوري ولقرارات الشرعية الدولية وللقانون الدولي الذي يرفض مثل هذه التحركات جملة وتفصيلاً.
لقد أكدت سورية أن ما يسمى ب”الحكم الذاتي” الذي تتوهم هذه الميليشيا بتنفيذه ما هو إلا مجرد مشاريع تهدف إلى إضعاف سورية في مواجهة المؤامرات وتقديم خدمات مجانية للمحتلين الأمريكيين وبشكل مباشر وغير مباشر للمعتدي التركي، وأن ما تقوم به من جولات على بعض الدول الغربية للترويج لمشاريعها الانفصالية يرفضها الشعب السوري بمختلف أطيافه، وأن أوهامها وأحلامها المرفوضة تدل بشكل أساسي على أنها تضع نفسها في خانة القوى المتآمرة على سورية وعلى عدم وجود دعم أو تأييد يذكر من أبناء الشعب السوري لأهداف متزعميها.
لكن الوقائع تشير أن متزعمي هذه الميليشيا العميلة لم يستوعبوا دروس التاريخ وحقائق الجغرافيا التي تقول بأن المحتلين يتخلون عن أدواتهم الرخيصة والعميلة في نهاية الخدمة، وأن الشعب السوري سيلفظهم وسيلفظ كل عميل للغزاة والمحتلين وسيطهر الوطن من رجسهم.
لقد حذرت سورية هذه الميليشيا الانفصالية من مغبة الإمعان في التآمر على الوطن والمشاركة في العدوان عليه وقيامها بتحريض ما تبقى من قوى استعمارية للنيل من سيادته وحرية شعبه واستقلاله، وأكدت الخارجية في بيانها أن الشعب السوري الذي انتصر على الإرهاب سينتصر على أعداء الوطن من عملاء داخليين وأعداء خارجيين، وقد رأى العالم كله كيف يرفض السوريون في مناطق سيطرتها ممارساتها ويتظاهرون يومياً ضد جرائمها، وكيف استطاعوا غير مرة استعادة المباني التي احتلوها، وسيرى بأم العين كيف يطوي السوريون فصول عمالتها وإجرامها من قواميسهم وخارطتهم الوطنية وإلى الأبد.
