الثورة – سيرين المصطفى
شهدت قرية معارة الإخوان في منطقة جبل السماق بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا، يوم أمس السبت 16 ٱب/أغسطس الجاري، تظاهرة شارك فيها أبناء القرى الدرزية، احتجاجاً على الدعوات الانفصالية التي ظهرت مؤخراً في محافظة السويداء جنوب البلاد.
ورفع المشاركون لافتات عبروا فيها عن دعمهم لوحدة سوريا ورفضهم أي خطاب يسعى لتقسيمها، من بينها شعارات مثل: “لا للتدخل الخارجي”، و”يسقط عملاء الصهاينة وفلول النظام ودعاة التدخل الخارجي”، و”يسقط عملاء الصهاينة: الهجري، قسد، فلول النظام”.
وشدد المشاركون في المظاهرة على رفضهم التام لجميع دعوات التقسيم، مؤكدين أن أي تدخل من إسرائيل في شؤون السويداء مرفوض جملةً وتفصيلاً، وأن إسرائيل لا تهتم إلا بمصالحها الخاصة.. وأكدوا أن هذه المحاولات لا تمثل أهالي جبل السماق، وأن دعوات الزعيم الدرزي حكمت الهجري تعكس مواقفَه الشخصية فقط ولا تعبر عن رأي المجتمع المحلي.
وكانت محافظة السويداء، قد شهدت يوم السبت الماضي، تجمع مئات الأشخاص في ساحة الكرامة والساحات الرئيسية لبلدات وقرى المحافظة، حيث رفع المشاركون شعارات وصفها مراقبون بالمشبوهة، دعت إلى “حق تقرير المصير والاستقلال”.
وبالرغم من تأكيد منظمي تلك الوقفة أنها تعبّر عن “وحدة الموقف الشعبي”، أكدت مصادر ميدانية أن بعض الشعارات التي رفعت تحمل طابعاً مشبوهاً، وتشجع على دعم فصل السويداء عن سوريا وتعميق الانقسام الداخلي، وما ساهم رفع أعلام رئيسية في الوقفة بتأكيد تلك الشبهات.
وفي وقت سابق، أثار رفع العلم الإسرائيلي في محافظة السويداء موجة استنكار واسعة بين الناشطين المحليين، الذين اعتبروا هذه الخطوة دعوة صريحة للانقسام وتشجيعاً على الفصل بين مكونات المجتمع السوري.
وجاء هذا الرفع في ظل استمرار الانتهاكات والمجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في غزة، بما يشمل التجويع والقتل والتشريد، ما زاد من حدة الغضب واستنكار الرأي العام تجاه أي رمزية أو دعم يُنظر إليه على أنه يوازي موقفاً معادياً للوحدة الوطنية والقضايا العربية.
وأكد النشطاء أن الثورة السورية، التي امتدت لأكثر من 14 عاماً، واجهت خلالها القصف والمجازر والانتهاكات والهجمات بالأسلحة الكيميائية والتشريد وعمليات الاعتقال، لم يطلب خلالها السوريون الحماية من إسرائيل أو أي طرف خارجي آخر.