الثورة :
أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، اليوم الأحد 17 آب/ أغسطس، السيطرة التامة على الحرائق التي اجتاحت الغابات والأحراج في ريف حماة الغربي، مؤكداً انتهاء عمليات الإخماد والتبريد بشكل كامل، مع إبقاء المنطقة تحت مراقبة دقيقة تحسباً لأي تجدد للنيران نتيجة تغيرات الطقس أو شدة الرياح.
ووجّه الوزير شكره لفرق الدفاع المدني وأفواج الإطفاء الحراجي، إلى جانب الفرق القادمة من دمشق وريفها، حمص، حلب، إدلب ودرعا، بالإضافة إلى الطيران المروحي والكوادر الهندسية والجهات الحكومية التي شاركت في المهمة، وأكد أن مساهمة الأهالي كانت حاسمة، إذ وقفوا إلى جانب فرق الإطفاء، ما أثبت أن التضامن الشعبي يشكل عنصراً أساسياً في مواجهة الكوارث إلى جانب الإمكانات الرسمية.
على مدى الأيام الماضية، تمددت الحرائق من ريف اللاذقية نحو مناطق واسعة في ريفي حماة وحمص الغربيين، ففي اللاذقية، تمكنت الفرق من إخماد النيران في باب جنينة ودير ماما بروما وجوبة برغال ومعظم بؤر كسب، فيما شكّل وادي النبعين تحدياً كبيراً بسبب وعورة تضاريسه، ما استدعى مد أكثر من 66 خرطوماً بطول تجاوز 1600 متر للوصول إلى بؤر الاشتعال. وفي ريف حماة الغربي، كان محور جورين-عرزيلات الأكثر خطورة قبل السيطرة عليه بمؤازرة الأهالي، كما تمت محاصرة النيران في شطحة والنهر البارد وإدخالها مرحلة التبريد، أما في ريف حمص الغربي، فقد أُخمد حريق واسع في أحراج قرية كفرا قرب مرمريتا، ومنعت النيران من الوصول إلى المنازل بعد جهود متواصلة لساعات طويلة.
وشاركت في العمليات أكثر من سبعين فرقة إطفاء مجهزة بسيارات وصهاريج مياه وآليات هندسية ثقيلة لفتح خطوط نار تسهّل وصول الفرق إلى المناطق المشتعلة، كما وصلت مؤازرات من عدة محافظات لدعم الجهود المحلية، ومع ذلك واجهت الفرق تحديات كبيرة أبرزها شدة الرياح وتبدل اتجاهها، وارتفاع درجات الحرارة، وصعوبة تضاريس المنطقة التي أعاقت وصول الآليات، إضافة إلى مخاطر الألغام ومخلفات الحرب التي ضاعفت الخطر على الإطفائيين.
وعبّر الوزير الصالح عن بالغ الحزن والأسى للخسائر التي لحقت بالأهالي، مؤكداً أن الحكومة ستقف إلى جانبهم لمساعدتهم في استعادة سبل عيشهم، وشدد على أن حماية المواطنين وصون الغابات باعتبارها ثروة وطنية ستبقى في صميم أولويات الدولة، بوصفها مورداً لا يقل أهمية عن أي ركيزة اقتصادية أخرى.
وخلفت الحرائق خسائر بشرية ومادية كبيرة، إذ أصيب عدد من عناصر الإطفاء بكسور وحروق طفيفة، إلى جانب حالات إرهاق وضيق تنفس بسبب الدخان الكثيف والعمل المتواصل، كما التهمت النيران مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والأحراج التي تمثل مصدر رزق أساسي لعائلات كثيرة في المنطقة.