الثورة أون لاين – فردوس دياب:
القيم والأخلاق هي أساس المجتمع وحصنه الحقيقي من كل السموم والأخطار الاجتماعية والثقافية التي تأتيه من الخارج، خاصة في ظل هذا الانفتاح الواسع على كل الثقافات والمجتمعات بسبب تطور وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت من العالم قرية صغيرة.
من هنا كان تركيز وتأكيد السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم على أهمية منظومة القيم الإنسانية والأخلاقية في حماية المجتمع وتحصينه لكل ما يأتي من الخارج، سواء أكان ذلك ثقافيا أو اجتماعيا، أو كان على شكل معلومات واخبار كاذبة تهدف إلى خلخلة وتفكيك البنية المجتمعية من الداخل، وهذه الوسيلة هي أحد أخطر الأسلحة التي يستخدمها أعداؤنا بعد فشلهم في هزيمتنا على أرض الميدان، لذلك كانوا ولايزالون يبثون السموم الاجتماعية والثقافية التي تستهدف ضرب القيم والمبادئ والثوابت والمسلمات التي يؤمن بها كل سوري وطني وشريف، وخصوصا وأن تلك المسلمات والقيم والأخلاق الإنسانية والاجتماعية قد توارثها الشعب السوري عن آبائه وأجداده.
وبالتالي فإنه من الأسرة يبدأ زرع تلك القيم النبيلة والأخلاق الحميدة في نفوس ووجدان وعقول الأبناء، وفي داخل الاسرة تنمو وتترعرع هذه القيم التي يجب أن تسقى بماء المحبة والقدوة الحسنة والصالحة التي تجعل من محبة الاخرين ومحبة الوطن هي الأساس وهي العنوان لبناء أبنائنا حتى يصونوا الوطن ويدافعوا عنه وينهضوا به، وبالمقابل عندما يتخلى الآباء والامهات عن هذا الدور، دور التربية والتقويم الإيجابي والوطني والقيمي للأبناء، تصبح تلك القيم الإنسانية والمبادئ والثوابت وعموم المسلمات في مهب الريح ويصبح الوطن عرضة لكل الاستهدافات والأخطار.
لم تكن الأخلاق والقيم والمسلمات الطبيعية التي خلق عليها الانسان إلا أساساً وقاعدة صلبة للمجتمع، والعكس صحيح، أي عندما تغيب الاخلاق والقيم والمسلمات عن أي مجتمع، يصبح المجتمع على موعد مع كل أنواع التفكك والتقهقر الاجتماعي والأخلاقي والثقافي والاقتصادي، وهذا ما يتوجب علينا كسوريين الانتباه له جيدا في ظل الاستهدافات المتواصلة لتاريخنا وحضارتنا واخلاقنا وقيمنا وثوابتنا ومستقبل أبنائنا.