تكون الغيرة بين الأطفال في كثير من الأحيان طبيعية، لكنها في بعض الأحيان قد تتجاوز تلك الحدود إلى ما هو مؤذ وخطير على صحة الأطفال الذين يغارون من بعضهم البعض.
وللغيرة أشكال كثيرة ومختلفة تنضوي معظمها تحت عنوان عريض هو المناكفة والشجار المتواصل بين الأطفال الذي قد يتجاوز أحياناً حالة الشجار إلى حالة أشد عنفاً وأكثر خطورة كأن يقوم الطفل بضرب أخيه بشكل مبرح أو ضربه بأداة حادة أو بعصا أو ما شابه ذلك، وهذا ما يحصل غالباً عند الأطفال المتماثلين أو المتقاربين في العمر.
الأخطر في ذلك أن كثير من الأهل لا يعيرون انتباهاً لهذا الأمر أو السلوك، حيث يقفون موقف المتفرج، في وقت يتوجب عليهم التدخل الإيجابي والسريع لمعالجة الموقف قبل تطوره إلى نهاية مؤذية للطفلين، وهناك حالات و أمثلة كثيرة عن نهايات حزينة تركتها الغيرة المتطرفة بين الأطفال والتي توصف “بالمؤذية”.
وحدهم الأهل من يملكون علاج “الغيرة المؤذية”بين أطفالهم، من خلال توعية وإفهام الطفل الأكبر بأنه ما يزال يلقى كل الحب والاهتمام، وكذلك من خلال تحقيق العدالة بينه وبين أخيه أي ألا يقوم الأهل بتمييز وتخصيص الطفل الأصغر بكل الرعاية والهدايا، بل يجب إحضار كل شيء بالتساوي للطفلين وإشاعة المحبة بينهما بدلاً من إشعال نار الغيرة بينهما.
نؤكد أن الغيرة ضمن حدودها الطبيعية والتي تعرف “بالغيرة الإيجابية” هي سلوك تربوي طبيعي وصحي موجود لدى كل طفل وله إيجابيات كثيرة تنعكس على الطفل أبرزها تشجيع وتحفيز الطفل على المنافسة والتأثر بإيجابيات الطرف الآخر وسلوكه، خاصة إذا كان الطرف الآخر يتمتع بسلوكيات اجتماعية وتربوية وإبداعية جيدة.
عين المجتمع -فردوس دياب