الثورة أون لاين – دينا الحمد:
لم تكن صرخة النائب التركي المعارض علي ماهر بشارر ضد ممارسات أردوغان داخل البرلمان التركي الأولى ولا الأخيرة، فكم وقف النواب المعارضون لحكمه الإخواني المتغطرس ضد ممارساته القمعية ضد الشعب التركي واعتقاله للصحفيين والنواب وطلاب الجامعات لمجرد معارضتهم لسياساته الإقصائية أو الخلاف مع آرائه فقط، وكم فضحوا انتهاكاته لحقوق الشعب التركي، وسرقته لثرواته.
اليوم النائب التركي المعارض علي ماهر بشارر، وهو من نواب حزب الشعب الجمهوري المعارض، يفضح رئيس النظام التركي ويقول بأنه يمتلك فقط 14 طائرة خاصة، في الوقت الذي لا تملك فيه الدولة سوى طائرة واحدة لإطفاء الحرائق، وقد جاءت الحرائق التي التهمت غابات واسعة في الأراضي التركية مؤخراً وعدم السيطرة عليها لتفضح أردوغان وحقيقة امتلاكه لهذا الأسطول الضخم من الطائرات.
“تركيا لا تمتلك طائرة إطفاء واحدة وأردوغان يمتلك 14 طائرة خاصة.. ألا تكفيك طائرتان.. ثلاث.. ليس لدينا طائرة واحدة لإطفاء الحرائق” هكذا صرخ النائب المعارض بوجه أردوغان ليضيف فضيحة مدوية جديدة إلى سجل انتهاكاته بحق الأتراك وانتهاك حزبه “العدالة والتنمية” الإخواني الذي سيطر على مقدرات الشعب التركي وأراد فرض السياسات العثمانية العنصرية عليه.
وهذه ليست الفضيحة الوحيدة التي تحدث عنها النائب علي ماهر بشارر، فكثير من النواب صرخوا بوجه رئيس النظام أردوغان وقالوا بالفم الملآن إنه يسعى إلى ترسيخ نفوذه وتعزيز مصالح الحلقة الضيقة المحيطة به محاولاً بشكل دائم التهرب من دوره في هذه السياسات وصناعتها.
فهو من يلاحق المحامين في الطرقات وتضربهم وتهينهم شرطته وتمنع عنهم دخول العاصمة، ونظام أردوغان الإخواني هو من يسيطر على الإعلام الخاص والحكومي ويستطيع أن يقول ما يشاء في حين يمنع عن الآخرين بمن فيهم المحامون التعبير عن رأيهم، وكثير من النواب المعارضين لم يسكتوا عن تجاوزاته وممارساته القمعية بحق الأتراك، فوثقوا بالدليل والمعلومة كيف يعتمد على نظام السرقات والنهب والفساد المتفشي في كل مكان ووصفوه بالاستبدادي وعدو الديمقراطية، وباتت تركيا الأولى عالمياً في اعتقال الصحفيين في عهده.
وكل من يعارض سياسته مصيره غياهب السجون والزنازين، وإلى الحد الذي دفع منظمة العفو الدولية مؤخراً للتأكيد بأن تركيا تحوّلت إلى سجن كبير، وفي هذا الإطار أكد زعيم حزب الشعوب الديمقراطي التركي المعارض سزائي تاماللي أن رئيس النظام رجب طيب أردوغان عدو الديمقراطية ويعمل على إقامة نظام استبدادي معاد لأبسط معايير حقوق الإنسان والحريات السياسية والفردية، فقد أقال أردوغان خلال العامين الماضيين رؤساء 96 بلدية ينتمون لحزب الشعوب الديمقراطي ووضع البعض منهم في السجون كل ذلك ضمن سياسة المضايقات والتهديدات والاعتقالات التي يتبعها بحق الحزب المعارض لسياساته، وهو الأمر الذي جعل غالبية المواطنين الأتراك لا يعيرون اهتماماً لخطاباته ووعوده بعد أن ظهر الفشل في سياساته المختلفة.