الثورة اون لاين – رشا سلوم:
في الجزء الثاني من كتابها المهم والصادر حديثا عن الهيئة العامة للكتاب وقد حمل عنوان ..أيام عشناها وهي الآن للتاريخ في الجزء الثاني منه تستكمل الدكتورة العطار قراءتها السياسية لما كان من وقائع وأحداث وترسم من خلال ذلك ملامح وخطوط عريضة أثبتت الوقائع والأيام أنها من الدقة والصحة بمكان لأنها تقوم على قراءة المتغيرات وفق ما هو من نبض الحياة والحقيقة التي يجب أن تبقى ماثلة أمام الجميع .
وحين تتحدث العطار عن الولايات المتحدة وموقف سورية منها تقول العطار: لسنا منجمين في سورية ولكننا نعمل في السياسة وقد قلنا إن الرهان على أمريكا خاسر لأن المرء لا يراهن على عدوه وهاهم الذين راهنوا على أمريكا يعيشون مأزقهم.
وحين تقرأ موقف القائد المؤسس حافظ الأسد من أمريكا تقول :إن حافظ الأسد قائد متمرس يستند إلى نظرية علمية ويعرف كيف يطبقها بصورة خلاقة .نقطة البدء عنده أنه يعرف المستقبل لمن والقوانين في مسيرة البشرية ومعنى أن نناضل حتى النفس الأخير كي نذود عن القضية ونعلم أولادنا من بعدنا كيف يكون الدفاع عن القضية وكيف يرخص الثمن مهما يكن غاليا.
تأسيسا على هذا رفع منذ الحركة التصحيحية شعارا واضحا إبقاء القضية العربية حية ولئن كان الشعار دون ركيزة له في الأرض يبقى كلمات هائمة فإن هذا الشعار في سورية اتخذ له دعامة بناء وكان التعبير الأبلغ عن هذه الدعامة هو إصلاح الخلل في الميزان الاستراتيجي وإقامة علاقات متوازنة في الميدان الدولي والعمل للتضامن الكفاحي في الميدان العربي .
هكذا نكون في بناء قواتنا وكذلك اقتصادنا تجنبنا العفوية والمراهنات الطائشة ومقولة اهتبال الفرص ..ففي السياسة لا تهتبل الفرص ولا تضيع مادام صاحب الحق يبني للدفاع عن حقه من جهة ولانتزاع حقه المغتصب من جهة ثانية ويأتي تحرير الأرض في رأس كل الحقوق.
الكتاب وثيقة للتاريخ لليوم للغد ولكل عربي ليعرف أن سورية لم تهادن وأنها تمضي قدما في الدفاع عن الثوابت الوطنية والقومية وأولها القضية المركزية التي يجب أن تبقى حاضرة حتى تعود الأرض إلى أصحابها.