الثورة أون لاين- عبد الحميد غانم:
حرص السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم على التأكيد على أهمية الرموز الوطنية السياسية والثقافية في حياة المجتمعات مثل الأرض والوطن الذي يمثل العرض والشرف وهو خط أحمر لا يمس بسوء مهما كان الاختلاف في الرأي، بل هو جامع لكل السوريين المتمسكين بالخيار الديمقراطي السيادي المستقل لبلدهم.
وكما قال الرئيس الأسد: “الأرض هي الكيان والوجود لذلك قيل الأرض كالعرض لا يفرط بها ولا يساوم عليها”.. “الوطن خط أحمر.. الوطن لا يمس.. الوطن مسلمة”.
فالوطن رمز مهم في حياة المجتمعات مثل الأرض والمحافظة عليهما من أهم الأمور التي تنشأ عليها الأجيال لذلك لا نستغرب – كما قال الرئيس الأسد – “أن هذه المسلمات هي التي دفعت عائلات بأكملها لإرسال أبنائها ليقدموا أرواحهم وأجسادهم فداء لوطنهم.. هذه المسلمات هي التي أسست المواقف الوطنية والأخلاقية الصلبة لكثير من السوريين من شرائح وفي مواقع مختلفة وثبتتها بالرغم من التهديد المباشر لحياتهم وحياة عائلاتهم ورزقهم خلال الحرب”.
كما أن هناك رموزاً سياسية وثقافية من الشخصيات حققت نجاحات وإنجازات انعطافية تركت أثراً إيجابياً مهماً في حياة مجتمعاتها وشعوبها وأوطانها ما دفع أبناء شعبنا لاعتبار تلك الشخصيات رموزاً وطنية ونماذج ناجحة يقتدى بها.
فلا نستغرب إجماع السوريين على اختيار القائد بشار الأسد في الاستحقاق الرئاسي رئيساً للجمهورية ليقود المرحلة القادمة نظرا لجدارته في قيادة البلاد خلال السنوات السابقة من الحرب وتجنيب البلاد المنزلقات الصعبة والمنحدرات الخطيرة، فكان من الطبيعي أن يتمسك السوريون بالقائد الرمز لإكمال المسيرة نحو المستقبل المزهر.
لذلك تحرص كل أمة من الأمم على صناعة رموزها الوطنية الخاصة بها لكي تكون بمثابة القدوة والنموذج المحتذى لكافة أفراد المجتمع ولفئة الشباب بصفة خاصة، سواءً كانت هذه الرموز رموزاً سياسية أو ثقافية أو علمية أو اجتماعية إلى آخره من الرموز الوطنية، ولتصبح نبراساً يضيء الطريق للمجتمع والشباب.
لا شك أن العمل على إيجاد مثل هذه الرموز في نسق كل مجتمع كفيل بإيقاد جذوة التنافس وإشعال روح الإبداع والتحفيز بين أفراد المجتمع، إضافة إلى أن ذلك سيؤدي إلى احتواء قطاع الشباب، وتوجيههم الوجهة السليمة والصحيحة، جراء اقتدائهم بهذه النماذج الناجحة وتشجيعهم على تلمس طرق النجاح التي سلكها هؤلاء الرموز حتى وصلوا إلى قمم النجاح.
لكن الخطأ أن نرى بعض الشباب وقد تجاذبتهم رموز الأحزاب الطائفية والفئوية وذهبت بهم ذات اليمين وذات الشمال، فمنهم من تم استئجار عقله باسم بعض الرموز التاريخية ليصبح مجرد سهم في كنانة الطامعين وأصحاب المشاريع والأجندات الخاصة يرمون به متى شاءوا، أو يصبح عود ثقاب يشعلونه متى شاؤوا ويطفئونه متى شاؤوا، وفي أحيانٍ كثيرة يصبح الشاب مجرد تابع مسلوب الإرادة والحرية يقاتل تحت عنوان هذه الرموز بكل ما أوتي من قوة حتى ولو كان على خطأ.
ما من شك أن مسؤولية صناعة الرموز الوطنية تقع على كاهل المجتمع بأكمله ابتداء من الأسرة الصغيرة وانتهاء بمؤسسات المجتمع المختلفة، إلا أن العبء الأكبر يقع بالدرجة الأولى على مؤسسات الثقافة والإعلام والتربية والتعليم، فالاستفادة من قوة التأثير والجذب الذي تتميز به وسائل الإعلام المختلفة والاستعانة بالقدرات الفنية والإبداعية في خلق رموز وطنية مشرفة في جميع المجالات وإبراز هذه الرموز عبر وسائل الإعلام المختلفة بطريقة شيقة ومحببة ومن خلال حملات إعلامية منظمة ومرتبة، سيكون له أكبر الأثر على كافة أفراد المجتمع وعلى فئة الشباب على وجه الخصوص مما يؤدي إلى ملء الفراغ الذي قد يسببه غياب مثل هذه الرموز لدى الشباب، كما أن وجود الرمز في حياة كل شاب سيفضي إلى احتواء هذا الشاب وابتعاده عن التأثر بأي رموز أخرى.
أما على صعيد مؤسسات التربية والتعليم فإن تضمين المناهج أسماء وسير الرموز الوطنية على اختلاف فئاتها وتخصصاتها كفيل بإيجاد جيل من الشباب ليصبح أكثر إتقانا لعمله وأكثر حباً لوطنه ولرموز وطنه ورسم أهدافه المستقبلية بناءً على ما تشرّبه خلال سنوات دراسته من سير هذه الرموز وبطولاتها إما إعجاباً وإما اقتداءً، ومتى ما تم صنع رموزنا الوطنية فإن المجتمع سيحظى بأجيال طموحة متشوقة للنجاح وباحثة عن المعالي بعيداً عن طرق الاستلاب الفكري والتماهي الثقافي.