الثورة أون لاين – أيمن الحرفي:
أجمل مافي الحياة هم الأطفال تجد في ابتساماتهم البراءة، وفي تعاملاتهم البساطة، لا يحقدون، وإن أصابهم مكروه لا يتذمرون.
يعيشون اليوم بيومه بل الساعة بساعتها لا يأخذهم التفكير، ولا التخطيط لغد، ولا يفكرون كيف سيكون، وماذا سيعملون. هم مجموعة أحاسيس مرهفة، وأحاديث مشوقة، و تعاملهم بسيط ممزوج بالمحبة .
قلوبهم بيضاء لا تحمل إلا مشاعر الحب، والاحترام و البراءة . و لأن هذا الطفل يحمل كل تلك الصفات فباستطاعتنا أن نصنع منه الطفل القدوة .
و القدوة نموذجاً يتطَلع له أفراد آخرون ليكونوا مثله، وقد يكون أحد هذه النماذج شخصاً معروفاً والذي يتم التفاعل معه بشكل منتظم مثل أولياء الأمور أو أي أحد من أفراد العائلة، أو أي شخص ناجح في الحياة ، يولد الأطفال بلا تجارب و دون أي معرفة أو مهارات اجتماعية، وعند الوصول إلى سنّ معين يبدؤون بالبحث عن شخص ما لتقليده، وغالباً ما يكون هذا الشخص هو أحد الوالدين أو كلاهما، واللذان يعدَان أول مثال وقدوة يحتذى بها عن طريق مراقبة تصرفاتهما وتقليدها، و مراقبة و سماع كلماتهما و عباراتهما مثل: شكراً ومن فضلك، فيتعلم هو أيضاً إدراجها في حياته اليومية، كما يعدّ استخدام المهارات الاجتماعية طريقة رائعة لنمذجة السلوك الإيجابي وتعزيز ثقة الطفل بنفسه.
إنّ تربية أطفال ناجحين و قدوة لغيرهم لا يتطلَب من الأهل في أن يكونوا “مثاليين” بل أن يكونوا أفضل قدوة، من خلال حياتِهم الخاصة وتقييم تصرفاتهم اليومية، فلا بد من تعزيز احترام الذّات الذي يرى انعكاس صورتهم في عيون الأهل، وقد يؤثر كلام الأهل على أدقِِ التفاصيل في حياتهم، فمثلاً عند مدح الإنجازات مهما كانت صغيرة سيجعلهم يشعرون بالفخر، والعكس صحيح! فالتعليقات التي تقلل من شأنهم أو مقارنتهم بأطفال آخرين أفضل منهم سيجعلهم يشعرون بأن لا قيمة لهم مع الابتعاد عن الشتم والضرب و الكلمات المسيئة ، و استبدال ذلك بالرحمة واختيار الكلمات بعناية ،والابتعاد عن الانتقاد السلبي والتركيز على المجاملات والآراء البنّاءة، مثل ملاحظة التصرُف الصحيح والثناء عليه، و لابد تلقينه الانضباط و احترام القواعد و القوانين و احترام الآخر ، عندها ينشأ الطفل متميزا بالسلوك المقبول متعلما ضبط النفس، حيث يحتاج الطفل إلى حدود معينة ليصبح مراهقاً مسؤولاً،وقد يحتاج الأهل إلى اللجوء إلى العقاب في حالات معينة مثل منع استخدام الهاتف أو منع الخروج وغيرها، لكن من الضرورِي جدّاً حينها الالتزام في هذا العقاب لأنه يساعد على الالتزام في القوانين، و لا بد من تخصيص وقت خاص للأطفال حتى لا يلجأ إلى دائرة أخرى يتعلم منها و عندها لا تنفع كل أساليب صنع الطفل القدوة مما ذكرناه سابقا .
يقول د.جايمس دبسون: ( إن أروع نظرية لضبط السلوك و التصرفات هي المسماة ” قانون التعزيز ” التي وضعها – ثور ندايك – فهي نظرية رائعة لأنها عملية و زاد من أهميتها ما قام به د.ف .سكنر الذي عرف المبادئ و الظروف التي يعمل فيها المبدأ على نحو أفضل ، و ملخص التعزيز بكل بساطة : كل سلوك يحرز نتائج مرغوبة يتكرر حتما ، بتعبير أدق : ان أعجب الفرد بما نجم عن تصرفه فسيميل إلى تكرار العمل ). و الملاحظة الأهم في صناعة الطفل القدوة أن يكون هناك تعامل و تعاون و دراسة من قبل الأبوين و هذا التفاهم يحقق كل ما نريد من أساليب تربية وزرع سلوكيات إيجابية، فالصغار يراقبون الأهل مراقبة دقيقة و عليهم ان يروا منا الصفات الحسنة مثل الاحترام والود، والصدق، والطيبة والتسامح، و ما المانع من مشاركتهم لنا في القرارات و المشاكل التي نتعرض لها و الاستماع إلى حلول منهم لتلك الصعوبات ، فأنت بذلك تصنع منه الطفل المفكر و الباحث عن الحلول الأنجع للصعوبات و مشاكل الحياة و لابد من المرونة والقابلية في تغيير نمط التربية، فقد يتعرض أو يشعر الأهل بالضغط النفسي من سلوك أطفالهم، و عليهم إيجاد وسائل و طرق بديلة.
و الأهل هم المسؤولون عن تصحيح وتوجيه الأطفال، كما يعتمد تلقي الأطفال للأوامر على طريقة التوجيه الصحيح أو الخاطئ، لذلك على الأهل محاولة إظهار العاطفة والحب في جميع المواقف و التعرف على نقاط الضعف و معالجتها ونقاط القوَّة و التركيز عليها ومحاولة الموازنة بينهما.