منذ أُريدَ للفوضى الإرهابية أن تعصف بالمنطقة، ظهر جلياً بكل وضوح أين يتم إعداد سيناريوهاتها وأين تتم صناعة وتعليب الإرهاب وآلية تصديره كرياح مسمومة تمطر إجراماً دموياً وتدميراً وتخريباً في دول المنطقة التي وضعتها (اسرائيل) في احداثيات استهدافها، فأي متمعن منذ البدايات فيما جرى أدرك مبكراً الغايات القذرة من وراء هذا العصف الإرهابي الذي ضرب منطقتنا ولايزال، وأدرك قبح النيات المرادة صهيونياً وأميركياً التي تم تفخيخها بشعارات الحريات المسمومة وتعويمها على سطح الإعلام الدعائي والعدائي، وذلك لتمرير المخططات الاستعمارية لتمزيق المنطقة حسب الميول الصهيونية والأهواء الاستعمارية، تارة عبر طروحات التقسيم و(مناطق آمنة) تكون مرتعاً للإرهاب الذي ترعاه واشنطن وانقرة، وتارة أخرى بحشوها بسموم الاقتطاع الاحتلالي بذرائع حفظ سلام السوريين الكاذبة.
كل مزاعم قوى العدوان في سورية تهاوت تباعاً وجرى تفنيدها وكشف خفاياها غير المعلنة بالبراهين والحقائق واتضحت المأرب الاستعمارية، وإن كانت واشنطن للحظة الراهنة تدعي زوراً وبكل فجور أن وجودها الاحتلالي السافر وغير الشرعي على الأراضي السورية لتطبيق القرار (2254) حسب تبجحات المتحدث باسم ما يسمى (التحالف الدولي) واين موروتو التي ادعى فيها أن (القوات الأميركية موجودة في سورية بموجب القانون الدولي وقرار مجلس الأمن) وذلك لذر رماد التعمية على جرائمها المرتكبة وسرقتها للنفط السوري ومخالفة الإدارة الأميركية الصارخة لقوانين الشرعية الدولية وأعرافها .
فما يجري في الجزيرة السورية منذ أشهر من تسعير عدواني ومجاهرة علنية بجرائم اللصوصية ونهب الثروات السورية والتضييق على أهلنا في الحسكة من قبل الاحتلال الأميركي وأدوات إرهابه من نظام تركي وميليشيات انفصالية أكبر دليل على الاستماتات المحمومة لتأخير النهايات الإرهابية واستباق هزائمهم المحتومة على الجغرافيا السورية.
لسنا بوارد شرح ما جرى على مدى أكثر من عشر سنوات من إرهاب أريد له أن ينخر في جسد المنطقة وخاصة في سورية كونها في سمت الاستهداف الصهيوني لما تمتاز به من خصوصية استراتيجية وثقل نوعي وموقع ريادي عروبي، لكننا بوارد تسليط الضوء على ان الغايات لم تغب بعد من ذهنية رعاة الارهاب رغم كل هزائمهم في الميدان، والسعي الأميركي والصهيوني محموم لاستيلاد بدائل أخرى مازالت في صلب الايديولوجيا العدائية لمحور الشر، وبالتالي لا نتوقع أن ينضب مخزون شرور أميركا وإسرائيل ومناورات قوى العدوان العبثية حتى آخر نفس إرهابي يعولون عليه على الخريطة السورية.
لكن ما نعرفه جيداً أن كل احتلال إلى زوال، وكل إرهاب إلى اندحار، وسُتكتب نهاياته بأقلام السوريين وحبر الميدان وساحات المواجهة والتصدي للعربدة الارهابية، فقدر السوريين المحتوم ان ينتصروا مهما زادت حدة المناورات العدوانية وغيرت المؤامرات لبوسها.
حدث وتعليق- لميس عودة: