بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
يقول الخبر بأن شبكة مرتبطة بالاستخبارات البريطانية شاركت بفبركة مسرحيات الكيميائي في سورية، وهو، أي الخبر، ليس غريباً ولا جديداً ولا استثنائياً، فقد رأى العالم خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية المئات من الأدلة والبراهين والصور والحقائق الدامغة حول تورط الغرب بمثل هذه الفبركات والمسرحيات، بل نشرت تسريباتها الصحافة ومحطات التلفزة الغربية نفسها، ليس لأنها شفافة وحرة بل كي توحي عواصم الغرب للرأي العام العالمي بأن إعلامها يعتمد الشفافية ويفضح حتى ممارساتها الشائنة.
ومن المعلوم أيضاً أن كل تلك الفبركات والمسرحيات الكيميائية الغربية كانت تهدف إلى محاولة إدانة الدولة السورية، واتخاذ ذلك ذريعة للعدوان العسكري المباشر عليها، ولاحقاً تشديد العقوبات والحصار على السوريين ومحاولة تجويعهم، علّ منظومة العدوان على سورية تحصد من وراء ذلك ما لم تحصده طوال سنوات الحرب العدوانية العشر الماضية.
وخبر اليوم يأتي في هذا السياق، فوفقاً لما كشفه موقع “غراي زون” الإخباري فإن الاستخبارات البريطانية كانت تهدف من وراء فبركة وتلفيق مسرحيات الهجمات الكيميائية المزعومة في سورية إلى استخدامها فيما بعد في إطار الحرب الإرهابية على سورية، ولهذا كله رأينا لندن كيف تنسق مع واشنطن لتأسيس منظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية لإنتاج مسرحيات الكيماوي، وخداع الرأي العام العالمي بها، وترويج الدور الإنساني المزعوم لهذه المنظمة.
ولإتمام كل فصول المسرحيات على الخشبة السورية رأينا أيضاً كيف توجه العاصمتان الاستعماريتان (لندن وواشنطن) منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإصدار القرارات التي تتبنى تلك المسرحيات، وكيف تسيطران على آلية عملها، وكيف توجهان رئيس المنظمة وموظفيها وخبرائها لإعداد البيانات والقرارات والتوصيات التي تتناسب مع السياسات الغربية العدوانية ضد سورية.
أيضاً فإن دور الحكومة البريطانية في الحرب الإرهابية على سورية لم يقتصر على مسرحيات الكيماوي، بل كان بكل تفصيل خاص بسورية، وقد كانت التسريبات خلال السنوات العشر السابقة كالتلال، وكشفت أطماع هذه الدولة الاستعمارية ودورها التخريبي في سورية والمنطقة برمتها، هذا الدور الهدام الذي عرفته شعوب العالم التي نكبت بسياسات الانتداب والاحتلال والغزو البريطاني على مدى قرنين من الزمن، وخبرته بشكل دقيق، وعرفت كيف تتخلص من آثاره بالمقاومة والانتفاضة والتضحيات، كما هم السوريون اليوم.