العطاء الفكري والثقافي في إبداع الأديب ثائر زين الدين

الثورة اون لاين – سلام الفاضل:

تمتاز تجربة الأديب والشاعر ثائر زين الدين الأدبية بغناها وتنوّعها؛ إذ عُرف منذ ثمانينيات القرن المنصرم كصوت شعري بارز بين أبناء جيله، حيث كتب الشعر الذي سبكه برهافة حسٍّ، وجميل عبارة. كما أتاحت له دراسته في روسيا، وإتقانه اللغة الروسية نقل العديد من أبرز وأهم الكتب الروسية إلى اللغة العربية، وقدّم للمكتبة العربية كذلك جملة من الكتب النقدية المهمة التي تناولت موضوعات نقدية قلّ من تطرق إليها، أو قاربها من النقّاد العرب؛ وعليه فقد كان أديباً مبدعاً وشمولياً، أمضى الجزء الأكبر من حياته في خدمة الفكر والثقافة العربيين.
وقد استضافت ندوة “كاتب وموقف” التي أقيمت في المركز الثقافي العربي في -أبو رمانة- الأديب والشاعر ثائر زين الدين للحديث عن عطائه في المجالين الثقافي والفكري؛ وذلك بمشاركة الأساتذة الأدباء: بيان الصفدي، وسعد القاسم، ومحمد طربيه؛ وإدارة الندوة كانت للإعلامي الأستاذ عبد الرحمن الحلبي.
افتتح مدير الندوة جولته في إبداعات زين الدين بجملة من الأسئلة التي تناولت عدداً من كتبه حيث أوضح زين الدين في إجاباته أن: ” كتابه (أبو الطيب المتنبي في الشعر العربي المعاصر) هو كتاب تناول فيه استحضار شخصيّة جبارة هي شخصية المتنبي من قبل الشعراء العرب، ودرس مختلف التقانات والبواعث والأساليب التي استخدمها أولئك الشعراء. بينما حاول عبر كتابه الآخر الذي حمل عنوان (قارب الأغنيات والمياه المخاتلة) تتبع حضور الأغنية في النص السردي العربي، وبعض النصوص العالمية الرائدة في هذا المجال، والإجابة عن بعض الأسئلة، ومنها الغايات الفنية والمعنوية وراء استحضار بعض الأغنيات)”، ثم قرأ قصيدة طلبها مدير الندوة من كتابه (ضوء المصباح الوحشي).
الشاعر بيان الصفدي الذي تحدث في مداخلته عن ثائر زين الدين شاعراً بيّن أنه: “من القلائل الذين يخوضون في مجالات عدة، وهذه ميّزة مهمة إذا كانت صادرة عن ثقافة حقيقية عميقة، فهو شاعر مميز إلى جانب كونه ناقداً مهماً ركّز على اختيار مداخل مدهشة للولوج منها إلى دراساته النقدية”. وأردف الصفدي: “إن شعر زين الدين يستند على مجموعة من الخصائص الممتازة، فهو يكتب بلغة شفافة، ويستخدم كثيراً من التقنيات الحديثة، وشعره يصل إلى القارئ، إذ إنه من أصحاب القصيدة البسيطة العميقة، وهو كذلك من الشعراء القلائل الذين تحدثوا عن المرأة بلسانها، وهذه تجربة جميلة تحتاج إلى دراسة خاصة”.
أما أ. محمد طربيه فقد تناول في مداخلته جزئية النقد الأدبي في إبداع زين الدين إذ رأى أن النقد الأدبي هو أحد الجوانب المهمة التي خاض زين الدين غمارها، وإبداعه فيه لا يقلُّ عن إبداعه في مجالي الشعر والترجمة. ويضيف: “قدّم زين الدين في النقد الأدبي تسعة كتب هي على جانب كبير من الأهمية لأنها كتب نوعية، لم يقلد فيها أحداً، ولم يتبع فيها منهجاً محدداً، ولم يُكرر في أي منها موضوعاً سبقه إليه غيره”.
ويتابع طربيه حديثه عن أبرز كتب زين الدين النقدية موضحاً أن “بعض هذه الكتب كانت في نطاق النقد الأدبي، وأكثر تركيزاً على الموضوعات الأدبية، وأهمها: (أبو الطيب المتنبي في الشعر العربي المعاصر – خلف عربة الشعر – شعراء وذئاب – في دروب السرد – قارب الأغنيات والمياه المخاتلة – شخصية يهوذا في نماذج روائية… وسواها) وفي كل منها إطلالة نقدية حديثة على ظواهر وقضايا في شعرنا العربي، وفي الرواية، والقصة القصيرة تحمل وجهة نظر شخصية نوعية”.
وخصّ أ. سعد القاسم بالحديث كتب زين الدين التي تتناول علاقة الأدب بالفن التشكيلي، ومنها كتابا: (ضوء المصباح الوحشي – تحولات شجرة الزيزفون)، حيث أوضح أن زين الدين في كتابه الأول (تحولات شجرة الزيزفون) عرض الروايات التي استندت في أحداثها على لوحات الفن التشكيلي، مبيناً أنها كانت في معظمها روايات غربية، إذ لم توجد رواية واحدة عربية استندت في أحداثها إلى لوحة فن تشكيلي مما يدل على ضعف حضور هذا الفن في الأدب العربي.
ويتابع القاسم: “أما كتاب د. ثائر زين الدين الثاني (ضوء المصباح الوحشي) فهو لا يقلُّ أهمية عن الكتاب الأول، وتبدأ هذه الأهمية من الغلاف إذ اختار المؤلف لوحة (فرانشيسكو غويا “الإعدام”)، ولكنه يشكّل برأيي مرحلة أعلى من الكتاب الأول، حيث تناول فيه الناقد علاقة كثير من الأعمال الشعرية بالفن التشكيلي). وفي الختام أعرب القاسم عن سعادته بوجود مثقفين حقيقيين ما زالوا يهتمون بالشأن الثقافي، ومنهم د. ثائر زين الدين الذي يرأس الهيئة العامة السورية للكتاب التي تُعدّ إحدى أهم دور النشر في العالم العربي، وتصدر حتى الآن كتباً يفوق تعدادها ما تصدره كثير من الدول العربية.
وفي الختام زار د. ثائر زين الدين بصفته المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب ترافقه السيدة رباب أحمد مديرة المركز الثقافي العربي – أبو رمانة معرض الفن التشكيلي، والخط العربي المُقام في المركز.

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر