الثورة أون لاين – سامر البوظة:
يوماً بعد يوم تكشف الولايات المتحدة الأميركية عن وجهها الحقيقي ويتكشف حجم الكذب والنفاق الذي تتلطى خلفه والشعارات البراقة التي لطالما خدعت العالم بها, واستخدمتها ذريعة للتدخل في شؤون الدول والاعتداء على شعوبها, وبالتالي فرض أجنداتها وهيمنتها على العالم, وهي تعلن كل يوم بكل صفاقة ووقاحة عن نواياها وأهدافها الحقيقية في سورية, عبر مواصلتها سرقة النفط والمقدرات السورية في وضح النهار وعلى مرأى من العالم ووسط صمت الأمم المتحدة ومجلس الأمن, الذين يقفون عاجزين عن لجم تلك الممارسات التي تشكل انتهاكا سافرا للقانون الدولي, أو حتى إدانتها, لتكشف عن نواياها الخبيثة وتدحض كل المزاعم والادعاءات التي كانت ولا تزال تتشدق بها حول”مكافحة الإرهاب” و”محاربة داعش”, وهذا ليس مفاجئاً أو جديداً على السياسة الأميركية التي لطالما عرف عنها عدوانيتها وافتعالها للحروب لتنهب مقدرات الشعوب وتسرق خيراتها, وهو ما أضحى نهجا ثابتا وسمة بارزة تميز تلك السياسة و قادتها.
فمنذ بداية الحرب الإرهابية الظالمة على سورية, كان واضحاً التركيز من قوى العدوان الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية, على منطقة الجزيرة السورية لما تمتلكه من خيرات وثروات وفي مقدمتها النفط, وهو ما ظهر جلياً من خلال تمركز قوات الاحتلال الأميركية في المناطق التي تنتشر فيها حقول النفط والقواعد العسكرية غير الشرعية التي أقامتها في أرياف دير الزور والحسكة, وتطويقها لتلك المناطق وتحكمها بالمعابر الحدودية مع العراق, ناهيك عن الدعم اللا محدود الذي تقدمه لمرتزقتها من الإرهابيين وللميليشيات الانفصالية الذين جندتهم في تلك المناطق للسيطرة على حقول النفط وسرقة مقدرات الشعب السوري.
واليوم تكمل الولايات المتحدة تنفيذ ما جاءت من أجله, وتمارس لصوصيتها جهاراً نهاراً عبر سرقتها للنفط السوري فيما بعض المجتمع الدولي يقف صامتا أمام تلك الجرائم التي تعد انتهاكا صارخا للقوانين والأعراف الدولية, الأمر الذي يجعله شريكا في تلك الجريمة ويؤكد حجم المؤامرة الكونية التي تستهدف سورية وشعبها, فخلال الأشهر الأخيرة أخرجت قوات الاحتلال الأميركي مئات الشاحنات والصهاريج المحملة بالنفط السوري المسروق, وذلك بالتنسيق مع ميليشيا “قسد” الانفصالية المدعومة منه وتحت حماية عصاباتها إلى الأراضي العراقية, لتمعن بذلك في جرائمها بحق الشعب السوري الذي يعاني من أزمة في تأمين المحروقات والمشتقات النفطية، بسبب سيطرة الاحتلال الأميركي ومرتزقته على الحقول النفطية التي كانت تؤمن الاحتياجات الأساسية للبلاد من المحروقات, ولم يكتف الاحتلال الأميركي ومرتزقته بسرقة النفط السوري وحسب, بل تعداه إلى سرقة القمح والشعير وإحراق المحاصيل الزراعية لتجويع السوريين وإفقارهم وحرمانهم من خيرات بلادهم.
إن ما تقوم به واشنطن هو استكمال للحرب الإرهابية والاقتصادية الأميركية والغربية ضد سورية, بعد فشل مشروعها الاستعماري فيها, وهو حلقة ضمن سلسلة العقوبات الظالمة التي كانت ولا تزال تستهدف الشعب السوري في معيشته وفي مائه وغذائه ودوائه, وذلك لتشديد الحصار والضغط عليه لتطويعه وإركاعه, خاصة في ظل تنامي الرفض الشعبي لقوات الاحتلال ومرتزقته في المنطقة, وعقابا له على مواقفه الوطنية الثابتة وصموده وتشبثه بأرضه.
والسؤال يبقى إلى متى سيبقى المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية صامتين تجاه العربدة الأميركية, ويتعامون عن تلك الممارسات التي تشكل انتهاكاً خطيراً لجميع القوانين والأعراف الدولية ولأدنى مبادئ حقوق الإنسان؟ ألم يحن الوقت بعد كي يتجرأ أحد في الأمم المتحدة أو مجلس الأمن ليكبح جماح هؤلاء القتلة ويضع حدا لجرائمهم؟.
يذكر أن قوات الاحتلال الأميركي بالتواطؤ مع ميليشيا “قسد”, تسيطر على أغلبية حقول النفط في منطقة الجزيرة السورية وتعمل على تهريب النفط السوري وبيعه في الخارج لتحرم منه السوريين في انتهاك فاضح للقانون الدولي.