كتاب “القائد القومي بشار الأسد” للدكتور إبراهيم علوش.. جولة في فكر الرئيس الأسد وخطبه

الثورة أون لاين – قراءة دينا الحمد:

كتاب “القائد القومي بشار الأسد” لمؤلفه الدكتور إبراهيم ناجي علوش (الجزء الثاني)، كتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب، ويعد قراءة تحليلية مفاهيمية مهمة في كلمات الرئيس الأسد الجماهيرية والرسمية، وخصوصاً تلك التي ألقاها خلال سنوات الحرب الإرهابية العشر الماضية على سورية.
بداية وفي تقديمها وإهدائها للكتاب تقول الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية مخاطبة الرئيس الأسد: “ظلت كلماتك البليغة جذوة متقدة، تلهم وتلهب وتنير، وتبقى في أيدينا وثائق كفاح، ورسائل تنوير، ومشعل ريادة، ومنبر حق، ومنارة للسائرين بعنفوان العزيمة، وشجاعة الإرادة، إلى حيث يدعو الواجب تلبية لنداء الوطن”.
أما المؤلف الدكتور علوش فيؤكد في مقدمته أن كتابه يمثل جولة في فكر الرئيس الأسد وخطاباته، ويمثل محاولة لاستخراج المفاهيم والتوجهات الرئيسية لسيادته، كما تجلت في خطبه خلال سنوات الحرب الإرهابية، وهي ليست قراءة أكاديمية في خطابه بالمجرد من خلال أدوات تحليل الخطاب، بل النقاش يتمحور على وجهة نظر تعنى بقراءة توجهات الرئيس الأسد وطريقته المتميزة في تفكيك الخطاب المعادي ومصطلحاته في سياق صراع سورية مع قوى الهيمنة الخارجية ومشاريع إخضاعها وتقسيمها، وفي إحلال خطاب ومصطلح وطني وقومي محله، وفي قراءة في سجل الحرب على سورية من خلال مصطلحاتها، لا من خلال قراءة ميكانيكية أو أكاديمية في النص.
من هنا فإن الكتاب جاء كمحاولة منهجية لتأطير المضمون الفكري لخطاب الرئيس الأسد ومفاعيله السياسية، ومحاولة للقراءة بعين عربية لا غربية ولا متغربة، عين عربية وسورية تحاول قراءة الرسالة التي أراد سيادته إيصالها للسوريين والعرب والعالم وتبويبها مفاهيمياً سواء في الفصول المتعلقة بالاقتصاد ومحاربة الفساد والإصلاح السياسي والتطوير الإداري أم في الفصول السياسية المتعلقة بتوجهات سورية العروبية.
يستفيض المؤلف في شرح فصول كتابه معتبراً أنه كان من المفترض أن تكون فصوله الأولى مرتبطة بالشأن القومي العربي وفلسطين، نظراً لتوجهات سورية القومية، ولقناعات الرئيس الأسد، لكن استقراره في سورية واحتكاكه اليومي بالسوريين في ظل الحصار جعله يعطي الأولوية للفصول المتعلقة بالاقتصاد ومحاربة الفساد والإصلاح السياسي والتطوير الإداري، لأن ترتيب شؤون البيت الداخلي لهذه القلعة القومية العروبية هو ما يجعلها تصمد وتستمر وتصبح أقوى ولأن النظر لسورية من الداخل، ومن منظور الرئيس الأسد، يساعد في فهم الكثير من الحسابات السورية.
في الفصل الأول الذي يتناول حرب المصطلحات، والمعنون ب “المعركة على جبهة المصطلحات” يغوص المؤلف في هذه المسألة المعقدة معتبراً أن المصطلحات السياسية المتداولة في الإعلام السائد ليست محايدة فهي تتضمن تحيزاً مسبقاً غير باد للعين المجردة وهي تؤسس لقوانين اللعبة وتحاول إلزام من يتناولون قضية معينة ما بوجهة نظر قوى الهيمنة التي تروج لمصطلحاتها، وكذا كان الأمر في الحرب العدوانية على سورية، فسوق الأعداء مصطلحات مثل “الثورة من أجل الحرية” و”الحراك الوطني” عبر قنواتهم الفضائية وغرفهم السوداء، مثلما سوقوا قبل ذلك أن الفلسطيني “إرهابي” والإسرائيلي “مقاوم”.
ويشير المؤلف إلى أن الرئيس الأسد أدرك منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية خطورة المصطلحات التي يروجها الأعداء، وتصدى لها، وطور مقاربة متماسكة لتفكيك خطاب معسكر العدوان.
وفي الفصل الثاني المعنون ب” الإصلاح سياسياً وسياسة الإصلاح” يعود المؤلف إلى لب وجوهر طرحه قائلاً بأن الإصلاح شكل هاجساً في ذهن الرئيس الأسد منذ توليه مسؤولية الحكم، وأن توجهات سيادته الاقتصادية والإصلاحية والإدارية لا يكفي الإعلان عنها بنظره لكي تتحول إلى واقع ملموس بل تحتاج إلى العمل كما أكد في خطبه، فلا تكفي الأوامر الإدارية، بل تنفيذها، والمضي قدماً في إنجاز التطوير والتغيير في إطاره القانوني والسير فعلياً في مجالي الإدارة والإصلاح ومحاربة الفساد.
وإلى الفصل الثالث حيث يفرد فيه الدكتور علوش مساحة واسعة للحديث عن ورشة الإصلاح الإداري وخطة الإدارة المحلية مبيناً أن الرئيس الأسد سعى إلى الارتقاء بآلية عمل مؤسسات الدولة ومواردها البشرية كي تؤدي دورها بشكل أكثر كفاءة وأكثر انسجاماً مع أهداف الدولة السياسية وحقوق المواطنين، وأنه لم يفصل بين الإصلاح السياسي والإصلاح الإداري، فالأول يتعلق بمشروع سياسي والثاني يتعلق بالأداة القائمة على تنفيذه.

وبعد أن يستعرض رؤى الرئيس الأسد في الفصل الرابع من الكتاب حول مكافحة الفساد والاستراتيجية الوطنية لمحاربته، يعود في الفصل الخامس للحديث عن الاقتصاد السوري والحرب على الجبهات المتعددة، كجبهة الإرهاب والحصار والسعي لكسره، وجبهة الفساد وبروز ظاهرة تجار الأزمات، وجبهة الليرة السورية وتدهور سعر صرفها، وكيف وضع الرئيس الأسد الحلول للتصدي لهذه الظواهر جميعها.

ثم ينتقل في الفصلين التاليين للحديث والقراءة في طبيعة الحرب وتوصيفها كعدوان خارجي، والقراءة في موضوع الإسلام والتطرف والإسلام السياسي، مبيناً كيف وظفت منظومة العدوان على سورية التنظيمات المتطرفة لتدمير سورية وتفتيتها وإخراجها من معادلة الصراع في المنطقة وإلحاقها بالمشروع الصهيو أميركي، وكيف تمكن الرئيس الأسد بإفشال مخططات العدوان الاستعمارية وتفكيكها.
ويختتم الدكتور علوش مؤلفه بتناول قضايا في غاية الأهمية مثل القومية العربية والهوية الوطنية السورية والحرب على سورية كامتداد للصراع العربي الصهيوني ومسألة المقاومة، مؤكداً بالتحليل والتوثيق كيف أن الرئيس الأسد طرح رؤى فكرية عميقة، وتناول الشأن السياسي من منظور استراتيجي أو جغرافي سياسي من دون أن يصرح بالضرورة أن هذا هو ما يفعله، والكتاب يتوزع على 400 صفحة من القطع الكبير، ويقول عنه المؤلف أن ما دفعه لإنجازه هو حبه الكبير لسورية وبما يليق بها وبشعبها وجيشها وقائدها.

آخر الأخبار
باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني