الثورة أون لاين – يمن سليمان عباس:
ضاقت مساحة اللعب عند أطفالنا كثيراً خلال السنوات العشر الماضية، وما تركته الحرب من آثار عدواني على الجميع، و لاسيما الأطفال الصغار، ومع أن المساحة قد بدأت بالاتساع رويداً رويدا لكن الوضع يبقى ضيقاً.
من وسائل التفريغ التي يلجأ إليها الأطفال الرسم وما نسميه الشخبرة أن يمسك الطفل بقلم وورقة ويبدأ بالرسم الذي عادة يكون عبارة عن خطوط متداخلة، وهنا يبدأ بعض الأهالي بزجر الطفل ونهره عن هدا العمل لكن يجب أن يكون معروفاً لدى الجميع أن هذه الحركات والخطوط تؤدي دوراً مهماً، وقد نكتشف من خلالها مواهب أطفالنا بالرسم،
فهي تدل على ما في شخصية الطفل ومراحله التي ينمو خلالها، فهو يبدأ برسم خطوط مهتزة قليلا تعلل ما يحاول رسمه صورة الأسرة التي يعيش فيها فتبدو ملامح الاب والام كأنها رسوم كاريكاتورية كأن يرسم الطفل الرأس كبيراً أو اليدين حسب ما يراه ومع نموه إذا كان صاحب موهبة تبدأ ملامح الرسم بالترسخ.
وهذا ما لاحظته من خلال تجربة حفيدتي مريم ومايا فهما شغوفتان بالقلم والورق والرسم، ولكن الموهبة تحتاج إلى المزيد من الرعاية والصقل والاهتمام، فالرسم إبداع يعبر عما في النفس ويفرغ الكثير من الطاقات، لذا علينا مراقبة المواهب وتطويرها وليس زجرها، فكم من طفل كان ذا موهبة لكننا طمسناها من الإهمال.
وإضافة إلى ذلك ثمة علاج نفسي للكثير من سلوك الأطفال من خلال الرسم، وكذلك نقرأ ملامح الميول والاتجاهات والتعبير عما في نفوس الأطفال..
رسوم الأطفال اللغة الأكثر عمقاً ودقة وتعبيراً عما في أعماقهم لأنهم يعبرون باللاشعور عما في دواخلهم