الثورة أون لاين – ديب علي حسن:
ربما هو سؤال ساذج لا معنى له كما يبدو لكنه من الضرورة بمكان الآن بعد أن كاد الإعلاميون يظهرون كأنهم حقل رؤوس لا تكاد تميز هذا من ذاك.. ومع موجة مشتقات التواصل الاجتماعي طفح الكيل وتساوى بالوهم الجميع فمن يفك حرفا واحدا يظن نفسه محمد حسنين هيكل..
ولن ننسى طوفان الجيل الجديد الذي يظن أنه أخذ علوم الدنيا والآخرة في الإعلام متكئا على شهادة تخرج تعني انه امتلك مفاتيح القراءة في الإعلام..
لكن للأسف لا يرى البعض ذلك. وقد ترى إعلاميين خلال عقود من الزمن لم يقرؤوا كتاباً، ولم يتابعوا الجديد في تخصصهم ومع ذلك يعيشون وهم الإعلامي الذي لا يشق له غبار.
بكل الاحوال وكون الشيء بالشيء يذكر يروي محمد حسنين هيكل انه في بداية عمله الصحفي قد تم تعيينه بصحيفة رئيس تحريرها بريطاني… كلفه رئيس التحرير بإعداد تقارير حربية فأنجزها بدقة ما جعل رئيس التحرير يكلفه بإجراء حوار مع رئيس الوزراء المصري حينها كما يقول هيكل..
تردد هيكل قليلاً.. فما كان من رئيس التحرير الا ان خاطبه قائلاً: لماذا تتردد انت صنوه لا تخش شيئاً..
نعم.. صنو رئيس الوزراء، وهذا أمر ليس من فراغ ولا يصب في فراغ بل له ما يدعمه ويسنده..
ولن نسأل الآن صنو من نحن بشكل جماعي وليس إفرادياً..
وإذا كان القول المنسوب إلى البير كامو ماثلاً أمامنا.. (مجد الصحفي يوم ).. أي ما أنجزه فما هو مجده الآن؟
هل سمعتم أن مؤسسة إعلامية سورية منذ فترة بعيدة حتى الآن قد كرست إعلاميين حقيقيين، وأظهرت مجدهم وما قدموه؟
هل سمعتم بمجد لإعلامي سوري آلا بعد أن يصدر قرار ما بتكليفه لإدارة أو مكان ما
.. حينها ستجدنا جميعاً ننعم عليه بما ليس فيه وليس فينا ونبقى نفعل ذلك حتى يصدر( كش ملك) ننقل الصفات إلى القادم ونبدأ نتف ريش من ذهب..
فهل المناصب الإدارية تعني مجداً إعلامياً.؟
بالتأكيد: لا.. مجد الصحفي عمله إنجازه تراكم الخبرة والتطوير والتجديد والقدرة على اجتراح الكثير. هذا يعني أن مجده يصنعه بتعبه لكنه لم ولن يظهر إلا من خلال عمله ضمن مؤسسة إعلامية تصونه وتحميه وتحفزه مادياً ومعنوياً..
ولكن للأسف التحفيز الآن في مؤسساتنا الإعلامية لا يتجه نحو الصحفي، فلو كان الصحفي يحصل على مزايا تفوق ما يحصل عليه مثلاً صاحب أي موقع إداري في العمل الصحفي لما كان هذا التهافت على..
نحتاج رؤية جديدة تعيدنا إلى دائرة الضوء الحقيقي.. رؤية مشتركة يصنعها ويقررها الجميع..
مجد الإعلامي لا يصنعه قرار من مدير أو وزير، ولا يسلبه أيضا على الرغم من أهمية ذلك مؤقتاً..
مجد الصحفي أن يعمل ويترك أثراً، ويتميز بجهوده وما تقدمه مؤسسته، وأن يثق أنه صنو ما كان هيكل صنوه