الثورة أون لاين – فؤاد مسعد:
منذ إطلاق المؤسسة العامة للسينما مشروع دعم سينما الشباب عام (2012) دأبت المواهب التي شاركت فيه على طرح رؤاها للحياة من خلال محاولات جادة متناولة موضوعات متنوعة تلامس هموم المجتمع برؤيا شابة مُعبّرة عن الهوية والانتماء للوطن، وقد غلب على العديد من الأفلام المُنجزة موضوع الحرب التي شنت على سورية وانعكاساتها وتداعياتها على المجتمع والناس والحياة المعيشية اليومية، فتم التعبير عنها بطرق مختلفة وأساليب حملت كماً كبيراً من التجريب الذي لا يخلو من الحماس لشباب سوري متنوع الأفكار والمواقف والبيئات، عكس من خلال الكاميرا أحلامه وهواجسه وآلية تفكيره وتعاطيه من الواقع.
تحت هذا العنوان العريض قُدِمت مجموعة أفلام نال بعضها جوائز في مهرجانات، ففي الموسم الأول من المشروع هناك فيلم (عشر دقائق بعد الولادة) إخراج نادين الهبل، الذي تناول ما دار في سورية عبر رصد قصة فتاة تعيش في خضم الأحداث، أما في الموسم الثاني فرصد فيلم (سنلتقي يوماً) تأليف وإخراج محمد عبد الله علي حالة مغرقة في إنسانيتها تعكس نبل الجندي السوري عبر حكاية جنديين الأول يحمل الكثير من الدفء والطموحات لكنه يستشهد، والثاني يقطع المسافات ماشياً على قدميه إكراماً لتنفيذ وصية الشهيد . أما فيلم (السوناتا الأخيرة) سيناريو وإخراج حسام شراباتي فيحكي عن علاقة حب تنشأ في مقهى لكنها تنتهي قبل أن تبدأ برصاصة طائشة، ويتناول فيلم (حُلي) إخراج حسام الشاه وتأليف رامي كوسا قسوة الحياة كواحدة من تداعيات الحرب ضمن عائلة عمد الجد فيها إلى جمع فوارغ الرصاص المنهمر وتحويله إلى حلي جميلة ، في حين يقدم فيلم (جوليا) سيناريو وإخراج سيمون صفية حكاية زوجة وأم لطفلين تُختطف ويُعتدى عليها ثم يصل إليها الجيش السوري ويقوم بتحريرها، ويختصر الفيلم الكثير من الأحداث القاسية التي جرت منتقلاً من الخاص إلى العام وما عانته سورية فترة الحرب.
من أفلام الموسم الثالث فيلم (نافذ مغلقة) سيناريو وإخراج انتصار جوهر الذي رصد أوجاع متعددة لأشخاص أنهكتهم الحياة وسط الحرب، ويحكي فيلم (القبار) إخراج قصي الأسدي وتأليف ربا الحمود عن عودة زوجين هرمين إلى منزلهما في منطقة مدمرة حاملاً رسالة أمل وإصرار على الحياة والتمسك بالأرض، ومن أفلام الموسم الرابع نذكر (نهاية البداية) سيناريو وإخراج أيهم نزهة والذي تدور أحداثه حول جندي مصاب يتكلم عبر الهاتف مع أمه من أرض المعركة دون إعلامها بإصابته، وبأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، أما فيلم (البداية) تأليف وإخراج علي الماغوط فيتناول تأثير الإرهاب على الأطفال، مشدداً على فكرة الأمل، وفي فيلم (النظرة الأخيرة) سيناريو وإخراج أسامة مارديني يتم رصد مأساة فتاة تشاهد مصير والدتها المأساوي على يد مسلحين فتسعى لتحمّل المسؤولية باكراً.
وفي الأعوام والمواسم اللاحقة تم إنجاز العديد من الأفلام التي تندرج ضمن هذا المنحى، منها فيلم (خبز) إخراج يزن آنزور وعبد الله السيار ويتحدث عن تداعيات الحرب على الناس وخاصة الأطفال، وما نجم عنها من آثار خطيرة، وفي فيلم (حبل سري) إخراج أماني الأكرمي تدور الأحداث حول بطل رياضي خسر عائلته في ظل الحرب، أما فيلم (فاصلة منقوطة) إخراج رولا سفور فنرصد صدى ضحكات الأطفال بين ركام البيوت المدمّرة والتي تحكي الكثير من الحكايات مع سقوط القذائف، في حين يتناول فيلم (يوم عادي جداً) سيناريو وإخراج أنس زواهري ضمن إطار الكوميديا السوداء معاناة سائق سيارة أجرة من ضغوط الحياة ومن خلاله نتلمس أحداثاً مُستلة من معين الواقع