الحادية عشرة ليلاً…!

وهي تمر من أمام عمود كهربائي بالكاد ينير إلا نفسه، بدت بقعة الضوء الصغيرة، مخيفة جداً وسط كل هذا الظلام الهاجع بلا معنى، بلا أدنى ريبة وضعت المفتاح في القفل الصغير، وعندما اهتز كل شيء ووقع المفتاح لم تدرك للوهلة الأولى كنه الأصوات ، بل واعتقدت أنه صوت رعد…!

بعد محاولات عدة عثرت على المفتاح، استغرقها بعض الوقت وهي تبحث عن ثقبه في هذا الظلام الدامس، دون أن يخطر في بالها الاستعانة بضوء هاتفها، كل ماكان يشغلها هو الدخول السريع إلى منزلها…ولعنت في سرها فكرة صديقتها المشي ليلاً…

أول ما فعلته النظر إلى الساعة الذهبية الموضوعة في مواجهة الباب إنها الحادية عشرة ليلاً وبعض الدقائق…

ارتفعت الأصوات مجدداً..وعاد المنزل إلى التأرجح..كأنها في لعبة في الملاهي…ولكنها هنا في هذا الوقت ملاهٍ من نوع آخر…رن هاتفها الأرضي…سارعت لترد، كان صوت صديقتها وهي في غاية الانزعاج، تخبرها، أن كل ما تسمعه ما هو إلا تصدي لعدوان إسرائيلي، الخبر المقتضب الذي بثته وكالة الأنباء جعل الأمر هيناً… كما تخبرها صديقتها..

الغريب في الأمر أنهما تابعتا الحديث الذي كانتا قد بدأتاه أثناء سيرهما، وكلما سمعتا صوتاً قوياً تقفان لثوان وتتابعان الحديث…!

حين أغلقت سماعة الهاتف… استغربت جداً…هذه الحالة ولم تستطع توصيفها، هل هي اعتياد…استهتار بالعدو…أو هي ثقة بكل من يحمي البلاد…

صباح اليوم التالي…كان يوم الجمعة…حين خرجت لشراء بعض الاحتياجات الضرورية، شعرت بانتماء غريب للبلد، كأنها تراه من جديد، وتتنشق روائح الزهور للمرة الأولى…

شعرت بأن السماء قريبة، وأن الغيوم تكاد تقترب منها..

مسحت دمعة حارة نزلت على خدها…

لو أن العتمة تغادر هذا البلد…

لو أن الألوان تعود إليه من جديد…

لو أن المجد يبني ساحاته كما في كل حين…

شعرت بكل شيء حي…شيء ما…بعد أصوات القصف.. يعيد لإرادتنا صلابة وروحاً لا تقهر..أياً كان سببها، المهم أننا ننتشي بقوة فريدة، إن تساوقت مع وعي وانتماء، ستبدو الأصوات العنيفة مجرد ذرات غبار…تتبعثر مع أول هبة رياح…!

رؤية – سعاد زاهر

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار