الثورة أون لاين – لميس عودة:
كل ما توثقه المشاهد والصور القادمة من منطقة الجزيرة، وجميع الأدلة والمعطيات والبراهين على الانتهاكات الصارخة المرتكبة ضد أهلنا في مدن وبلدات تلك المنطقة في الفترات الأخيرة، تؤكد بما لا لبس فيه أن وضع منطقة الجزيرة ومدنها وبلداتها في سمت الاستهداف العدواني في المرحلة الحالية – كونها آخر مساحات العبث الأميركي والتركي بنار الإرهاب على الخريطة السورية- هو لغايات مقصودة ومآرب استعمارية جلية مجاهر بها علناً من قبل واشنطن وأنقرة وأدوات الانفصال العميلة.
كما أنه لا يجري تفخيخ المشهد بالمنطقة الشرقية وعلى اتساع جغرافيتها بديناميت التصعيد العدواني الذي تمارس طقوس الإجرام فيه ميليشيا “قسد” ونظام الإرهاب التركي إلا لأن هذه المرحلة أكثر من مفصلية، ويلوح فيها بكل بوضوح اقتراب نهاية فصول الشر الإرهابي على الجغرافيا السورية.
فثمة صناع إرهاب يقبعون في غرف التخطيط وصياغة سيناريوهات التعديات في أميركا يضعون خرائط التأجيج ويصوغون سيناريوهات الفظائع الوحشية المرتكبة بحق أهلنا في الحسكة ودير الزور وأريافهما، فمحور العدوان بزعامة واشنطن يريد للحرب الإرهابية على الشعب السوري أن تبقى مستعرة ليستثمر فيها باللصوصية وسرقة ونهب مقدرات السوريين وعرقلة استكمال التحرير ومنع دوران عجلة التعافي.
المقامرة الأميركية الحالية الخاسرة المتمثلة في تسخين جبهة الجزيرة بتكثيف الاعتداءات الممنهجة، تأخذ طابع الاستماتة المحمومة لتغيير قواعد المواجهة التي تم ترسيخها ميدانياً، ومحاولة تطويق الحراك الشعبي المشتعل غضباً ورفضاً للممارسات العدوانية التي ترتكب، وللتضييق على المقاومة الشعبية ومحاولة شل مقومات صمودها كونها بدأت تقض مضاجع المحتلين وتتصدى بحزم لمخططات إرهابيي قسد.
لكن ضمن كل هذه الجلبة الإرهابية المفتعلة أميركيا فإن ثمة سؤال يستحضرنا بقوة أنه كيف للسائرين في ركب إرهاب الإدارة الأميركية من أدوات عميلة انفصالية أن يثقوا بعهودها، وهي المعهود بها على مر تاريخ إداراتها أنها ترمي بأذنابها وتلقي بأوراقها منتهية الصلاحية الوظيفية في محرقة مصالحها، وكيف لهم تصديق واشنطن بائعة الأوهام ولو منحهتم صكوك الرضا المشروطة، وأن ينساقوا وراء خداعها ومراوغتها، وكيف يرتضون الاحتراق على تخوم مشهد الطمع الأميركي؟!، أم أن مطاردة الوهم سواء أكان توسعياً احتلالياً أم انفصالياُ هو ما يسلب هؤلاء الغارقين في عمى أوهامهم لاستشراف نهاياتهم المحتومة، رغم أن الشواهد عليها جلية لكل ذي تمعن ومتابعة لمجريات الأحداث.