الثورة أون لاين – دينا الحمد:
لم تتوقف جرائم ميليشيا “قسد” الانفصالية والمرتهنة للاحتلال الأميركي عند حد حصار أهلنا في محافظة الحسكة وعموم الجزيرة، ولا عند حدود تعطيشهم وتجويعهم، بل انتقلت إلى ما هو أخطر من ذلك وهو نشر الفوضى بكل تفاصيلها في كل القرى والمدن والمزارع التي تسيطر عليها بقوة السلاح، لإجبارهم على الهجرة والرحيل وترك بيوتهم وأرضهم، كي يسهل على هؤلاء العملاء إحداث أوهام التغيير الديمغرافي الذي يسعون إليه لتحقيق مشروعهم الانفصالي.
فبعد أن منعت دخول المواد التموينية والغذائية وصهاريج المياه إلى المدن والقرى، وقطعت مياه الشرب عن المواطنين هناك، وفرضت مناهج دراسية انفصالية على أبنائنا ومنعت التعليم باللغة العربية ومناهج وزارة التربية السورية في المدارس التي تسيطر عليها، وبعد أن جندت شباب المنطقة وزجت بهم بالقوة للقتال ضمن مليشياتها الانفصالية التي تأتمر بأوامر المحتل الأميركي، ها هي اليوم تنشر كل أنواع الفوضى لتحقيق أجنداتها التخريبية.
فوفقاً للتقارير الموثقة بالمعلومات والأرقام فإن نسب الجريمة ومظاهر الفلتان الأمني والفوضى في مناطق سيطرتها ازدادت بشكل كبير على الرغم من الانتشار الكثيف لحواجزها ومجموعاتها المسلحة، وهو ما يؤكد أن عناصرها على تلك الحواجز هم من يفعلون تلك الموبقات ويسهلون حدوثها.
ونقلاً عن مصادر محلية وأهلية في الجزيرة السورية لوكالة (سانا) فإن أعمال السرقة والسلب والسطو المسلح وصولاً إلى جرائم القتل والتمثيل بالجثث ورميها في الأماكن المهجورة صارت هاجساً يؤرق الأهالي الذين يقصدون المدينة للتزود بحاجياتهم خلال ساعات النهار في حين لا يمكنهم الخروج ليلاً من قراهم فكل الطرق وبكل الاتجاهات غير آمنة.
وللدلالة على ما يحصل من جرائم مروعة فإن محافظة الحسكة سجلت خلال الأيام القليلة الماضية حوادث جنائية وأمنية تثبت تدهور الواقع الحالي من أعمال سلب بوضح النهار عن طريق إقامة حواجز مفاجئة على الطرقات من قبل مسلحين تابعين لتلك الميليشيا المرتهنة لقوات الاحتلال حيث أقدموا على سلب عدد من المواطنين أجهزة خلوية و مبالغ مالية بعد توقيف سياراتهم على الطرقات العامة، وقاموا بجريمة خطف لأحد أبناء حي الصالحية في مدينة الحسكة وعثر عليه مقتولاً ومقطعاً إلى أشلاء عند مقبرة حي غويران الأمر الذي أثار الخوف والذعر بين الأهالي في المنطقة وذلك بعد فترة قصيرة من إطلاق مجموعة مسلحة النار على شباب يستقلون سيارة على طريق الحسكة الهول أصيب خلالها اثنان منهم وتمكن السائق من الفرار وإسعاف رفيقيه وذلك على مرأى من الحواجز المسلحة لهذه العصابات المنتشرة على الطريق المذكور.
كما أن عدداً من حوادث السرقة تتم عبر الدراجات النارية حدثت هناك حيث يقوم لصوص بسرقة الحقائب النسائية والجوالات من المارة على مقربة من قوات ما يسمى الشرطة المحلية (الأسايش) إضافة إلى حوادث أخرى سجلت لنساء امتهن السرقة من محلات الصاغة والعديد من الفيديوهات التي نشرت تبين كيف تقوم النساء بالسرقة من هذه المحلات عدا عن تعرض فعاليات اقتصادية كبيرة للسرقة رغم أن حواجز الميليشيا لا تبعد عنها أمتاراً قليلة.
باختصار شديد فإن تفشي حالات الفلتان الأمني في مناطق سيطرة هذه الميليشيا العميلة ناتج كما تؤكد مصادر المحافظة عن تواطؤ مسلحي هذه الميليشيا مع مجموعات بدأت تأخذ شكل مجموعات منظمة ترتبط في النهاية مع مسلحين أو متنفذين من الميليشيا وتقوم بارتكاب جرائمها في وضح النهار، وقد سجل حيا النشوة الشرقية وغويران في مدينة الحسكة حادثتين منفصلتين لسرقة منزلين والاعتداء بالضرب على امرأة طاعنة بالسن في أحد المنزلين وترافقت هذه المظاهر مع انتشار كبير للحبوب المخدرة التي باتت تجارة رائجة في ظل انعدام الضوابط واختفاء القانون.
هكذا تنشر “قسد” الانفصالية الجريمة المنظمة في مناطق سيطرتها، وقد سبق لهذه الميليشيا العميلة أن احتلت بقوة السلاح مباني حكومية في الحسكة، ولطالما تبادلت الأدوار الإجرامية مع تنظيم داعش الإرهابي على امتداد سنوات الحرب العدوانية على سورية، ولهذا السبب كانت واشنطن على الدوام تحاول إنقاذ وجودها الإرهابي في الجزيرة السورية، ودعمها بالمال والسلاح والتستر على كل جرائمها.