الثورة أون لاين – غصون سليمان:
على خطا الاشتياق تعانق الدروب والطرقات اليوم وقع أقدامهم المتباطئة والمتسارعة ،تتراكم زفراتهم وتغدوا همساتهم أنشودة الصباح .
في مسيرة العلم والمعرفة كانت التحضيرات متباينة لكن الاستعداد النفسي كان الأقوى تأثرا عند الصغار والكبار .
مدارس السوريين تستقبل أبناءها الطلبة وقد أتمت وزارة التربية ومديرياتها في جميع المحافظات كل مايلزم العملية التعليمية والصحية مع الازدياد الملحوظ في إصابات كورو نا على المستوى العالمي.
.
ولعل اللافت هو حالة التفاعل من قبل الأسر والعائلات السورية التي تبلسم وجعها وضيقها بتقديم الدعم النفسي والمعنوي وإعطاء الصورة الأجمل لحياة المدرسة خاصة للطلاب المبتدئين ” الصف الأول”
وفي هذا السياق مازالت ضحكة الطفل علي يتيم الأم ماثلة في المخيلة حين أخبرته جدته أم موسى أنها أحضرت له ” المريول أو صدرية المدرسة والمحفظة والدفاتر والأقلام ” ما جعله يعيش البهجة،والسرور مع أقرانه في الحي الذي يعشون به .بعد أن ذبل محياه وهو يرى الأمهات يجهزن بصحبة أبنائهن متطلبات العام الدراسي.
حقا إنها فرحة العمر حيث يرسم اليوم الأول مسار التفاؤل أو التشاؤم ،الرغبة او الامتناع.
تقول المعلمة ريم أحمد أسعد أنها تحرص وزميلاتها كل الحرص على أن يكون اليوم الأول في حياة التلاميذ أكثر إيجابية وتأثرا من ناحية المعاملة والاستقبال والتشجيع بأشياء محببة وإرشادات لطيفة تدغدغ وعيه و مشاعره الناعمة . وبالتالي تمنحه مفتاح الثقة والقوة لأن يعبر خطوة الألف ميل من أبواب المدرسة ونوافذها المطلة على مساحات الحياة بألوانها المختلفة،
كلنا يدرك حجم التعب والجهد الذي تبذله الأسر والأهالي في متابعة دراسة الأبناء رغم كل ما تواجهه من تحديات وظروف صعبة فرضتها حرب عدوانية لعينة ، وكيف تحملت و تتحمل الجزء الأكبر في تعليمهم وتأمين حاجياتهم، مع إدراكها التام لوجوب إدخال الصغار إلى عالم رياض الأطفال تمهيدا للصف الأول الابتدائي .
إن تكامل دور الأسرة مع المدرسة والتواصل المستمر فيما بينهما لتلافي النواقص والسلبيات عند الأبناء الطلاب هو عصب النجاح والقدرة على تجاوز كل مايعرقل رؤى المستقبل.
عاد طلابنا إلى مدارسهم ،ومعهم يعود الصخب ويتجدد شريان إيقاع الأيام حسب روزنامة شهر الذهب الأصفر .