الثورة أون لاين – دينا الحمد:
تشير الصور والفيديوهات والتقارير الموثقة بالمعلومات والأدلة، والواردة من الجزيرة السورية، إلى انتشار مظاهر الفلتان الأمني بشكل غير مسبوق في المناطق التي تحتلها القوات الأميركية، وتلك التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد” الإرهابية، فهؤلاء الغزاة والمرتزقة الانفصاليون لم يكتفوا بسرقة النفط والمحاصيل والثروات السورية هناك، ولم يتوقفوا عند حدود الاستيلاء على مؤسسات الدولة ومدارسها وفرض مناهج تعليمهم ومنع مناهج وزارة التربية السورية والتجنيد الإجباري وغيره من الجرائم بل سارعوا لنشر الفلتان الأمني بكل صوره البشعة.
والمفارقة الصارخة أن المحتلين والانفصاليين يروجون أنهم حريصون على الأمن والأمان وحقوق الإنسان ودعم اللاجئين مع أنهم ينسفون كل قواعده، ويتاجرون بمآسي السوريين الإنسانية، ويستثمرون بأزماتهم التي يفتعلها المحتلون يومياً، فمن الذي يقطع المياه عن مليون مواطن ويقوم بتعطيشهم غير المحتلين الأتراك والأميركيين وأدواتهم من “قسد” وأشباهها؟.
آخر ما تم تسريبه في هذا الإطار، ويفضح حقيقة ما يفعله الغزاة وأداتهم الإرهابية، أن مظاهر الفلتان الأمني ضمن مناطق سيطرة هذه الميليشيا المدعومة من الاحتلال الأمريكي بدأت تأخذ منحى تصاعدياً، حيث سجلت الأيام القليلة الماضية وقوع جرائم قتل وسطو مسلح وسرقة وسط حالة من التوتر والخوف بين الأهالي تسود مناطقهم التي تنتشر فيها الميليشيا في الجزيرة السورية.
ووفقاً لتقرير للوكالة العربية للأنباء سانا فإن من أبرز الحوادث والجرائم التي وقعت خلال الأيام الثلاثة الماضية العثور على جثمان امرأة عند مفرق قرية بكو على طريق الحسكة القامشلي وتبين أن مصاغاً ذهبياً ونقوداً كانوا بحوزتها سرقوه القتلة، فضلاً عن حادثة قتل أخرى كانت ضحيتها فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة حيث أقدمت مجموعة من الأشخاص على طعنها بقصد السرقة في حي المشيرفة ولاقت حتفها بعد ثلاثة أيام من محاولة الأطباء إنقاذها.
أما الجريمة الثالثة حسب مصادر أهلية ذاتها فقد ارتكبها مجهولون بحق مواطن في عقده السادس يعمل على سيارة أجرة حيث أكد ذووه فقدان الاتصال به لثلاثة أيام ليتم العثور على جثته على طريق الحسكة الجنوبي مقتولاً بعد سرقة جهازه الخلوي، وفي السياق ذاته أكدت مصادر محلية معلومات تحدثت عن العثور على جثة طفل 4 سنوات ضمن كيس قمامة في أحد الشوارع الرئيسة بمدينة القامشلي دون معرفة تفاصيل الحادثة وسبقها عدد من حوادث السلب والسرقة والقتل في ريف المدينة.
هذه الحوادث الإجرامية تكاد تكون صورة يومية في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون، وتؤكد التقارير على انتشار حوادث السرقة في أحياء مدينة الحسكة بشكل كبير حيث تعرض يوم الجمعة الماضي مدني من أبناء حي غويران للضرب من قبل مجهولين يستقلون دراجة نارية بعد سرقة جواله وقد تم إسعافه إلى أحد المشافي الخاصة لتلقي العلاج من الكدمات والرضوض التي تسبب بها اللصوص، ويشير مصدر من الحي إلى أن هذه الحوادث تكررت بشكل لافت دون أي رادع من الميليشيا التي تشجع على مثل هذه الأعمال لبث الرعب والخوف بين الأهالي، وتتعمد اختلاق وتأجيج الصراعات بين أبناء المنطقة