الثورة اون لاين – يمن سليمان عباس:
ما نمر به من ضائقة اجتماعية واقتصادية أرخت ظلالها على كل شيء ليس سهلا ولا يمكن القول إننا ببساطة يمكن أن نتجاوز .
صحيح أنه يكاد يعصف بكل شيء ولكن الأكثر صحة أنه ليس قدرا منزلا ولا واقعا لايمكن أن نغيره وربما تكون الصراحة في هذا المجال جارحة ..الأسعار التي تشهد قفزات مرعبة غير مبررة ولا منطقية تعود في الكثير من الأسباب إلى قرارات خاطئة تماما بتوقيتها ربما اتخاذها صحيح لكن التوقيت غير مناسب مثلا منع استيراد الجوز مع موسم مؤونة المكدوس ..أدى ذلك ..ببساطة إلى جنون الأسعار من قبل الجميع لم يعد يمكنك الآن أن تقول تاجر الجملة وحده بل حتى من لديه بضع شجرات جوز لم يكن رؤوفا أبدا فهل يعقل مثلا حبة الجوز الواحدة تقفز من ال٥٠ ليرة العام الماضي إلى ١٢٥ ليرة هذا العام ؟ ما الذي يجعلها تتضاعف طيب فليكن مثلا سعرها ٧٥ ليرة أو حتى ١٠٠ وهذا سعر مرتفع .
قس على ذلك ونحن في موسم التين اليابس قفز الكيلو من ٢٥٠٠ إلى ٧٥٠٠ مع المراعاة ومع الإشارة إلى أن البعض يبيعه كما هو بعجره وبجره وما يحمله من شوائب وغير ذلك ..
ثمة جشع قاتل يلتهم كل ما لدينا من قيم ورأفة وانسانية وهو يمثل خطرا داهما لأنه قفز من التجار إلى المجتمع الذي يجب أن يبقى محافظا على الأقل على الكثير من القيم .
لن ننكر أن ثمة فقرا وحاجة وحق المزارع أن يواكب ارتفاع الأسعار ولكن ليس إلى هذه الدرجة من الغلاء الذي قتل حتى البسمة بين الجميع وكان الجميع يريد أن يكدس رصيدا هائلا من خلال بضع مئات من الجوز أو التين أو غيره .
باختصار :لو أن يدا من حديد تضرب تغول التجار الذين ابتلعوا كل شيء وبالقانون وليس بغيره ..لو يتم ذلك لانسحب المشهد انضباطا مقبولا على الواقع.
الكارثة الكبرى أن نتوحش جميعا ونفقد ما تبقى لدينا من رحمة وعادات وقيم وتقاليد …لابد من فعل شيء ما لعل ما تبقى من نور الرحمة ينمو ويكبر فعلى الأقل نحفظ ماء وجهنا في مجتمع مازال لديه الكثير من الألفة ولكنه يحتاج دعائم تفعيلها .