الملحق الثقافي:بديع صقور:
تطفئُ ناركَ وتأتزرْ بالظّلام
تقتربُ من حدودِ الظلمة
وتجتاحكَ الهزائمُ كسيل..
فكّر . .
كيف تُعلي سقفَ السّماءِ الواطئة،
قبل أن تنهار كسقفِ العالم؟
*** ***
تمتطي صهوةَ الحزنِ الجَموحِ
الخريفُ يطوي أشرِعتهْ
ويُرسي سفينتهْ
على شواطئِ الأرضِ المهجورة
فكّر . .
كيف ستقنعهُ بنشرِ أشرعتهِ
والعودة ثانية إلى الإبحار؟..
*** ***
حمامةٌ تئنّ من الجوعِ
تُبكّرُ في البحثِ
عن حبوبٍ ضائعةٍ بين التُّراب . .
البراري أشبهُ ببقرةٍ عجفاء
والحمامُ يتساقطُ برشقاتِ الصّيادين
هل تظنّ أن أحداً ما
سيفكّر بدفنِ الحمامِ القتيل؟
*** ***
مَرَّ من صوبِ عيونهم
فأفلوا كنجمٍ خائف
أفلوا . . ووجوههم
يُغطّيها غبارُ الدّهشة
ما بين أعمارهم وهشاشة الأيامِ
نهرٌ من سراب
فكّر. .
كيف ستنتصر على الأفول؟
*** ***
يرتجفُ الحبُّ
خلفَ خيمةِ العشقِ
باردةٌ أسرّةُ العشّاق
باردٌ ليلهم . .
باردٌ صيفهم
فكّر..
أن تقنع الحبّ بالتخلّي عن مغادرةِ خيامهم.
**** *****
شاحبٌ وجهُ السّماء
دع النّجمة تقترب
من خدّ القمر
دع الغيمة تلفُّ العاشقين
فكّر . .
كيف سنجمعُ قطعانَ الحبِّ
السائبة كوعولِ البراري؟
ليس مؤكّداً أنّ الله
سيبلوكم بطوفانٍ جديد. .
*** ***
الغيمةُ تقبّل ثغرَ القمر
القمرُ يتململُ خجولاً
تحتَ وقعِ القبلةِ الخاطفة
أقسمتْ له ..
أنها شاهدتْ الغيمة تعانقُ القمر
فكّر ..
هل هي مجرّدُ تخيّلات
أو أنّه تحريضٌ أو ابتكار
جديدٌ لصناعةِ الحبّ؟
*** ****
ظنّها ريحاً
فشدّها من جديلتها
ظنّها نبعاً
فحاول أن يرتشفها
ظنّها ليلاً
فغابَ في متاهاتِ ظلمتها
فكّر ..
هل من حيلةٍ لإيقاف ما تبقّى
له من الظّنون؟
**** ****
أعبرُ بقاربِ الذّكريات
إلى ضفّةِ الحلم
يستيقظُ الحنينُ فيَّ
إلى ما قطفتهُ من قُبَلٍ عذبة ..
إلى من أضعتهنّ في الدّروبِ البعيدة
إلى من سرقنَ جعبة الرّيح منّي
لن أفكّر بالّذي ضيّعته
خارج قانون الحبّ..
***** ****
لا أحد ينتظرك ..
عند تخومِ المدارات
لن تعيد ما مزّقتهُ الحروب
على معبرِ هذا العمر
وفي متاهةِ هذا الغضب
بهتَ ذهب الحنطة
فقدنا الحنين للبيادرِ والأمكنة
وتلاشى دفءُ الزّنابق
من أرواحنا .
*** ***
الحيرةُ تحوكُ لنا ثيابَ غُربتنا
فكّر ..
كيف سنبدّدُ ..
هذه الوحشة؟
كيف سنعيدُ ..
الطّمأنينة للعصافير؟
كيف سنروي ..
عطش الشّفاهِ اليابسة؟
التاريخ: الثلاثاء7-9-2021
رقم العدد :1062