الملحق الثقافي:وهيب عجمي*
أنا الأشعارُ أصدحُ في الأعالي
مع الأطيارِ في حضنِ الدَّوالي
أنا الأشعارُ أرسمُ في يراعي
بيوت العشقِ في قممِ الخيالِ
ولي الألحانُ يعزفها جُنوني
على أوتارِ قلبي في الليالي
أنا الشَّلال يقطرُ من حَنيني
بأقـــلامِ المحبَّة والجــلالِ
خلوقٌ صادقٌ حـــرٌّ أمينٌ
نبيٌّ ســـابرٌ عمق المُحالِ
أنا عومٌ وغطسٌ في سطورٍ
وريشة خافقٍ في الابتهال
بحورٌ في مداها الحرِّ درٌ
وأسرار السّما كنزُ الجبالِ
أنـا بحـرٌ بأمــواج القوافي
ولي في عالمي أسمى الخصالِ
أنا حبٌ وعاطفةٌ وذكرى
ووشوشةٌ بآذان السؤالِ
أنا صُوَرٌ بمرآة المعاني
من القطبِ الجنوبي للشِّمالي
وكيف، متى وحتى من فروعي
وتتبعها “لعلَّ” الاحتمال
وتفعيلٌ ولكن ليسَ نثراً
فنثر الشِّعرِ ماضٍ للزَّوالِ
فلا التحديثُ أمرٌ مستحبٌ
إذا طمسَ الحقيقةَ بالضَّلال
أنا عطرُ الكلام على كتابي
وأزهار اللقا في الاحتفالِ
أنا برقُ الحروفِ على لساني
أنا رعدُ العواطفِ في مجالي
أنا الآلامُ من ألمي تغذَّت
رماحُ الوقتِ لم ترفقْ بحالي
أنا فرحٌ ودمعٌ في عيونٍ
وأعراسٌ لربّاتِ الحجالِ
أنا الأرضُ الّتي أعتزُّ فيها
وأحصدُ من جنائنها غلالي
أنا عزمٌ وصبرٌ والتزامٌ
وآمالُ الغريقِ على الرِّمالِ
وسيفٌ لا يساومُ في قتالٍ
يطاعنُ بالطغاةِ ولا يبالي
نصالٌ لا تهادنُ من يعادي
وعنترة بن عبسٍ في النزالِ
أنا لهبٌ توقَّدَ في ضلوعي
وأقضي العمر ألهو باشتعالي
وحقّي الحقّ أفديهِ بروحي
وخطّي للكرامة والنضالِ
وإني عاشقٌ أهوى حبيبي
وعين محبتي صدقُ انفعالي
عشيقٌ ناشدَ المعشوقَ وصلاً
وما نجحَ المعذَّب في الوصالِ
أنا طيرُ البلاغةِ حين تزهو
على تاجِ الفصاحةِ والدلالِ
عيوني لا ترى إلا جمالاً
فأهتف واصفاً شمس الجمالِ
وروّاني اليراعُ حلال حبري
وقد شبَّ اليراعُ على الحلالِ
لأشرب من حليب الجنّ كوباً
وأطوي الأرض أودعها سلالي
وأبني فوق رأسِ المجدِ عرشاً
أجرُّ نجوم ليلي بالحبالِ
أنا الإبداعُ في حرفي تجلّى
ويرسمُ في الرؤى ثغرَ الهلالِ
انا الحبّ الّذي أجتاحُ فيه
قلوبَ العاشقينَ بلا قتالِ
أنا طفل أظنُّ الجمرَ تمراً
ويحملني البكاء الى ظلالي
أنا من جئتُ أبكي في سريري
بهذا الكون أصبو للكمالِ
وقولي أنني ناضلتُ دهراً
بدنيا الجهلِ يؤلمني نضالي
وقولي أنني أحيا سعيداً
بدنيا الشِّعرِ يُسعدني مقالي
* شاعر لبناني
التاريخ: الثلاثاء7-9-2021
رقم العدد :1062