الملحق الثقافي:موسى حوامدة *
في مديحِ الكائناتِ أتعافى
في مديحكِ أنتِ يعتريني النقصان..
كان موتكِ لائقاً
في الزمانِ والمكانِ الميِّتين…
كان موتاً قديماً
منذُ وجدتُ الحنينَ وطناً عاجزاً
وأطفالاً يأكلون الجوع..
في مديحِ الأوطانِ أستعيرُ قفازيّ سواي
ألبسُ نياشينَ غيري
أهتفُ باسمِ الخذلان
أصفّقُ للهباء
وأدخلُ القطيعَ بسعارِ ذئبةٍ مجروحة..
يصيبني الوجودُ بلعنةِ الأمل
ترسمينني شعباً حُرّاً
– تُضحكني الفِكرة –
وأنا أرسمكِ أطلسٌ أخضر
بلا عناوينَ أو أسماء
أكتبكِ نشيداً فاتناً
وتخفينَ وجهي في ألبومات العائلة..
كنتِ بلاغتي في الحضور
وُثوقي في الحكمة
صرتِ صدىً بعيداً
وظلالاً..
تُوجعني الرِّحلة
توجعني الذكرياتُ التي لم تكتملْ
والذكرياتُ التي اكتملت..
في مديحِ النفسِ أتضاءل
يعتريني الشّجرُ الواقفُ في الصمت
تحرقُ غابتي الذكرى..
في مديحِ الأشّجارِ أتسلّقُ غصنَ عُمرٍ مكسور
ينجو النحلُ من عسلِ الجنّة
أراكِ وأحلمُ أنكِ ميّتة
أحبهم في قبورهم مثل ملائكةٍ طيبين
يضعون أيديهم فوق خطاياهم
ويخفونَ عوراتهم عن الدّود
ثم يترجمونَ حبّهم للأبديّة
حبهم لسواهم لم يزهر..
أنتقمُ من موتاي
لا أحسدهم على صيرورتهم في الطين
وأراهم ينازعونني الحلمَ والعافية
سرقوا ما ليسَ لهم
وطلبوا الغفران..
في مديح الموتى لا أجد رجاءً أو دعَةً
يحتلّونَ تلافيفَ الوردة
يحشرونَ أنفسهم في رحيقِ الحشرات..
لم أطلق النارَ على أشباحِ موتاي
لم أذقهم لعنةَ النفور
يتناسلونَ مثل مواليدٍ جُدد
كأنّ لهم طفولة تشبهُ الحياة..
في مديحِ الماضي تزدهرُ الطِيبة
في مديحِ الحكمةِ تجفُّ الأنهار
تبردُ اللهفة
تتوقُ الحريّة للفلتان
ابقَ بعيداً أيها الرمل
أيها الطين
أيها البحرُ عالجْ مرضاكَ بالغرق.
من يملك اليقينَ ليعطي الدّود علاج الموتى
على خشبِ الصّراطِ تتراقصُ الأعناق.
في مديحكِ لا أجد مناصاً من لمسِ أنوثتك
لمسِ يديكِ
لمس صدركِ
لمس قلبكِ
لمس رقبتكِ
لعلّها لم تزلْ عالية مثل مشنقة
وطعنه بلا شفقة
* كاتب وشاعر فلسطيني
التاريخ: الثلاثاء7-9-2021
رقم العدد :1062