ما إن يشعر الكيان الصهيوني، ومن خلفه منظومة العدوان على سورية بقيادة واشنطن، بدنو أجل هذا التنظيم المتطرف أو ذاك، في منطقة سورية ما، حتى يسارع للقيام بعدوان عسكري مباشر على سورية دعماً له ولبقية التنظيمات الإرهابية في الأراضي السورية والمنطقة برمتها.
فهذا الكيان يقدم عبر هكذا اعتداءات جرعة إضافية من الدعم المعنوي لتلك التنظيمات الإرهابية، ويحاول أيضاً إعادة إنتاج بعضها ممن اندحر على يدي الجيش العربي السوري كتنظيم داعش المتطرف، الذي تسعى واشنطن لتعويمه من جديد، وتدويره لاستثماره داخل سورية وخارجها، وما جرى في أذربيجان وليبيا من شحن لعناصره إليهما إلا الدليل على ذلك.
وما إن يدخل هذا الكيان العنصري في أزمة داخلية خانقة حتى يحاول تصديرها، ويحاول أيضاً إيهام مستوطنيه ومتطرفيه بأنه مازال يحقق الانتصارات، ومازال القوة الأسطورية المزعومة في المنطقة، وبالتالي يحاول صنع انتصارات وهمية في نظر هؤلاء المستوطنين الذين فقدوا الثقة بقوته وقدرة حكامه.
العدوان الإسرائيلي المتكرر على سورية لا يقف عند محاولة تحقيق هذه الأهداف الثلاثة، أي دعم الإرهابيين وتصدير أزماته ومحاولة تحقيق النصر الوهمي، بل يتعداها إلى أكثر من ذلك، فهو يحاول بالتنسيق مع واشنطن ومنظومة العدوان أن ينشر المزيد من الفوضى الهدامة في ربوع سورية والمنطقة برمتها بعد أن أعادت سورية الأمن والأمان إلى المناطق التي حررتها، فهذه الفوضى تخدم مشاريع الغزاة وكيانهم العنصري في تنفيذ مشاريع التقسيم والتفتيت التي وضعوها على رأس أجنداتهم حين غزوا الأراضي السورية وحاصروا السوريين ودعموا الإرهاب، وما يجري في الجزيرة من دعم لانفصاليي “قسد” خير شاهد.
وفوق هذا وذاك فإن منظومة الشر بقيادة واشنطن تحاول خلط الأوراق في المنطقة برمتها كلما لاحت بوادر الأمن والأمان في ربوعها، وكلما لاحت بوادر القضاء على الإرهاب نهائياً، كما وتحاول توتير أجوائها من سورية إلى العراق وصولاً إلى لبنان، ناهيك عن محاولة إضعاف سورية وإخراجها من معادلة الصراع في المنطقة.
باختصار شديد لا يمكن لأميركا والكيان الإسرائيلي وبقية الأدوات الغربية والإقليمية أن تخلع جلدها الإرهابي وتتخلى عن مخططاتها العدوانية أبداً، لأن خلع هذا الجلد سيجعلها تفقد أجنداتها الاستعمارية، وستذهب أوهامها وأحلامها في مهب الريح.
البقعة الساخنة -بقلم مدير التحرير أحمد حمادة