فقدان الثقة والتعاون بين فريق الأسرة التربوية بالحسكة يتسبب باستقالات جماعية ..ومديرة التربية تهدد بطلب الشرطة ..!!
الثورة أون لاين – يونس خلف :
بلا مقدمات يمكن القول: إن الاجتماع الموسع الذي عقده محافظ الحسكة اللواء غسان خليل للكوادر التربوية وضم المعنيين في مديرية التربية ومديري المجمعات التربوية وعدد من مديري المدارس لتتبع انطلاق العملية التدريسية ومعالجة المعوقات والوقوف على المشاكل التي تعترض الواقع التربوي، قد وضع النقاط التائهة على حروفها المناسبة لجهة تشخيص واقع الحال والمكاشفة الصريحة التي أكدت وجود الكثير من نقاط الضعف المزمنة التي لم يتم تجاوزها بعد ومنها ما أشار إليها بكل وضوح وشفافية المحافظ بدءاً من فقدان حالة الود والعمل بروح الفريق الواحد في مديرية التربية وأوضح المحافظ في بداية الاجتماع أنه تم التنبيه على ذلك في لقاءات سابقة لكي يكون المعنيون في الفريق التربوي شركاء فلا يمكن لأحد أن يقوم بعمل لوحده وليس من حق أحد أن ينفرد بأخذ التعليم والجيل بالكامل إلى ما يريد هو أو يوظف الطاقات بغير مكانها الصحيح.
وأشار السيد المحافظ إلى فقدان الثقة بين المدير والمعاونين ورؤساء الدوائر والمجمعات التربوية والمدرسين ما أثر سلبا في العملية التربوية وفي التدريس إضافة إلى مصادرة صلاحيات المعاونين وحصر كل الأمور بيد المدير ما شجع على ترحيل المسؤوليات وظهور حالات الفوضى وعدم الانضباط الذي انعكس على تقديم الخدمات للمراجعين الذين يجب أن يلاقوا كل احترام وأن يتعامل معهم بلطف وتقديم متطلباتهم قدر المستطاع.
ونبه المحافظ إلى ضرورة إبعاد كل من لا يرقى لمستوى مسؤولياته ومن يمارس الممارسات التي لا تليق بالتربوي لاسيما من لا يستطيع ضبط نفسه وعصبيته الزائدة عن العملية التربوية ونقله إلى الأقسام الإدارية لكي لا يؤثر في التحصيل العلمي والتربوي للتلاميذ وضرورة زيادة الاهتمام بمظهر المدرس لأنه قدوة للأجيال مبينا وجود شكاوى يتم التدقيق بها حول قيام بعض المدارس باستيفاء مبالغ مالية زائدة عن ما هو محدد لدى تسجيل المواطنين لأبنائهم أو استخراج الوثائق والشهادات العلمية.
وأكد المحافظ الاستعداد التام لتقديم الدعم لكل من يرغب بتحويل جزء من بيته إلى مدرسة منزلية توفر التعليم لأبنائنا التلاميذ في جميع مناطق المحافظة نتيجة الاستيلاء على مدارسهم من قبل المليشيات ومنع التعليم فيها موجها المعنيين في فرع الهلال الأحمر العربي السوري لتأمين مياه الشرب للمدارس وبشكل يومي.
وقائع لا تسر الخاطر :
وخلال الحوار الذي جرى اكد بعض الحضور النقاط الذي أثارها المحافظ حيث تم التأكد من قبض مبالغ مالية تصل إلى أربعة آلاف ليرة من كل طالب يحصل على وثيقة الثانوية العامة في بعض المدارس.
وأكدت مديرة التربية العام صورخان أنه تم التأكد من الواقعة بعد التحقيق وتم استرداد المبالغ من الموظف الذي كان يقبض وسيتم استرجاعها للطلاب .
وقال الموجه الاختصاصي عبد الغني اسماعيل الأحمد أن مديرة التربية طلبت له الشرطه نتيجة خلاف على العمل خلال الامتحانات، إلا أن مديرة التربية في سياق ردها أوضحت أنها هددته بطلب الشرطة لكنها لم تفعل ذلك وشرح الموجه عبد الغني أنه كان مندوباً للتربية في مركز العذراء خلال الامتحانات واختلف مع زميلة له في القاعة على أسلوب تفتيش طالبة أثناء الامتحان وفي اليوم الثاني تم إعفاءه من مهمة مندوب التربية ومن التصحيح وتقدم بشكاوى للمحافظة والتفتيش وهو كما قال في الاجتماع ينتظر الإنصاف وإعادة الاعتبار لأن المديرة تعاملت معه بفوقية واستهتار وعدم الاحترام، وقال: لا نستطيع الاستمرار في هذا المناخ من العمل ولذلك قدمنا استقالات جماعية أنا وعدد من الزملاء، واليوم عندما جئنا لحضور هذا الاجتماع لنتحدث أمام السيد المحافظ استوقفونا على باب القاعة وقالوا لماذا جئتم الى الاجتماع .!
هنا أوضح المحافظ أن الدعوة كانت للجميع لكن الملاحظ أنه لم تتم دعوة جميع من يجب حضورهم الاجتماع ومنع البعض من الحضور.
التستر على الفساد :
بعد أن أكدت مديرة التربية قبض مبالغ في بعض المدارس تصل إلى أربعة آلاف ليرة مقابل منح وثيقة النجاح في الثانوية للطالب، جاء الرد من مديرة الثانوية التي حصلت فيها واقعة القبض لتعتبر أن الأمر لم يكن يحتاج إلى إثارته في الصحافة وعلى وسائل التواصل، و كان يجب إعلام المديرة بدلاً من النشر لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وكأنها تريد من الصحفي أن ينأى بنفسه عن كشف الفساد والتستر عليه ويعمل مخبراً لدى مديرية التربية، ويقوم بمهام غيره من المدير إلى التوجيه إلى الرقابة إلى كل من يهمهم المتابعة والرقابة على حسن سير العملية التربوية والتأكد من أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح . ولا حاجة للصحافة والصحفيين.
من جديد
يبقى أن نقول: إن الاجتماع كشف من جديد عن أهمية العمل على تحسين صورة المشهد التربوي بالحسكة وتجاوز المنغصات الموجودة حرصاً على سلامة التعليم والتربية كي تسير الأمور في مسارها الصحيح وأكثر من ذلك العمل على تمتين خندق المواجهة في القطاع للتغلب على ممارسات قوات الاحتلال ومرتزقتهم الذين يستهدفون الجيل من خلال التجهيل وإغلاق المدارس والسيطرة عليها وتحويلها إلى معسكرات ومعتقلات، الأمر الذي يتطلب رفع سقف الأداء وتجاوز كل أشكال الإعاقة في مواجهة هذه التحديات.