الثورة أون لاين – سلوى إسماعيل الديب:
«كتب المقالة والخاطرة، عمل في حقل الترجمة عن اللغة الفرنسية، فصدر له اثنا عشر كتاباً مترجماً إلى العربية، منها ثمانية كتبتْ بالاشتراك مع الراحل ميشيل واكيم، إنه الدكتور قصي الأتاسي، بالإضافة لكونه شاعراً صدرت له مجموعة شعرية بعنوان”لهاث السؤال” وسيصدر له قريباً مجموعة ثانية بعنوان” ما زال السؤال يلهث”..»
بهذه الكلمات تناولت مديرة مركز ثقافي حمص “وفاء يونس” تجربة الدكتور الأتاسي في قاعة سامي الدروبي في مديرية ثقافة حمص المركز الثقافي العربي خلال محاضرة بعنوان “خواطر قد تسرُّ الخاطر” التي سنورد بعض ما ورد فيها:
تناول الخاطرة قائلاً: الخاطرة نوع أدبي نثري حديث ظهر على أثر ظهور الطباعة والصحافة بعدها، وراحت المقالات تنشر في الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية والشهرية في مصر وسورية، متنوعة بين أدبي وعلمي وسياسي وفكري ونقدي، فظهرت الخاطرة، ما يميزها أنها لا تطول كما تطول المقالة..
وهناك اتفاق أو إجماع على أن كاتب الخاطرة يجب أن يكون سريع البديهة ، خفيف الظل من أصحاب الفكاهة روايةً وتذوقاً، وهي الفكاهة الراقية التي تخاطب الذكاء والعقل وتستخدم التهكم سلاحاً ناجعا لنقد المعايب..
إن كثيراً من الكتاب السوريين برعوا في فن الخاطرة، وكان القراء يتلهفون على صدور المجلة أو الجريدة التي تضم خاطرة فلان، ومن الكتاب وعلى رأسهم الراحل محمد الماغوط والقصاص زكريا تامر، ومنهم الأخوان مواهب وحسيب كيالي وكذلك نجاة قصاب حسن وعبد البرّ عيون السود وغادة اليوسف..
وأضاف: أما أنا فقد مارست فن الخاطرة في جريدة العروبة، ثم في صحيفة الثورة على مدى خمس سنوات، فكنت أنشر خاطرة أسبوعية، وعلى مدى خمس سنوات في جريدة “النور” وقد اخترت أربع خواطراليوم عسى أن تسر خواطركم:
سنقتطف من كل خاطرة جزءاً صغيراً:
الخاطرة الأولى بعنوان “المعري في الحديقة”: ترى لو قدر لأبي العلاء وهو في حديقته أن يملي رسالة جديدة الغفران فكيف تكون مضامينها وأفكارها، وفي أي قالب يصبها؟ وهل يبقى على ما جاء فيها أم يبدل ويحور خشية أن يصيبه من المحن ما أصاب طه حسين من كتابة الشعر الجاهلي…
وفي الخاطرة الثانية بعنوان ” الدبلان والمتنبي” قال: ومنهم الشعراء والأدباء وهواة الكتابة والقراءة والمهتمون بشؤون الفكر والثقافة والسياسة يتحلقون ويحدثون فكم من قصيدة وكم من مقالة وكم من كتاب شهد الدبلان ميلادها، وكان مسرح إلهامها، وكم أمضى في الدبلان من ساعات وساعات رفيق فاخوري ومحي الدين الدرويش ووصفي القرنفلي وعبد الرحيم الحصني..
وأي مفارقة عجيبة حين يتصدى الدبلان للمتنبي فيحمل ذكره ويطغى على اسمه متحدياً من كان مالئ الدنيا وشاغل الناس مزهواً بانتصاره على من كان الدهر من رواة قصائده ومنشدي شعره؟؟
وقال في الخاطرة الثالثة “خواطر دائرية” :في أيام التلمذة كنت أتسلى عن ضعفي في أداء الهندسة بتأمل الأشكال والخطوط، وبالنظر إليها ومقارنة بعضها ببعض..
فكان شكل الدائرة هو المحبب المفضل عندي على سائر الأشكال والخطوط ولا سيما الخط المستقيم بما فيه من تفاهة وضحالة وسطحية وعدم اكتمال، فهو لا يوحي بمعنى ولا يثير خيالاً ولا يدعو إلى تفكير وتأمل..