قومي من رقادك لتري بعينك أن لكل مستعمر نهاية.. وأن الأرض عرض والشرف لا يموت وأنه الموروث الأغلى، ولا يخضع الشرفاء لمستعمر مهما بلغت قوته.. وبالإرادة تتحطم غطرستكم، تحت التراب كنتم أم فوقه.. لأن قوة الحق هي العليا..
حَرقْتِ الأقصى.. توجّستِ من زحف العرب والمسلمين.. نمت بعدها قريرة العين على أننا أمة نائمة.. قومي لتري أشاوس فلسطين، وهم يمرغون هيبتكم بترابها لا يخشون عيون قطعان عصابتكم الساهرة ولا نباح كلابكم المسعورة المدربة، ولا يأبهون لمجسّاتكم عالية الدقة.. وروابطكم الإلكترونية لا تعنيهم.
كسروا هيبتكم التي تتشدقون بها.. قبضتكم وسلاسلكم لم توهن إرادتهم، في انتزاع حريتهم من براثن أحكامكم وسماكة جدران سجونكم وصلابة أرض زنازينكم.. كلها انهارت أمام عظمة معالقهم الرمز. لم يُرهبهم وقع أقدام حراسكم الذين يظهرون فجأة كالباذنجان البري الخبيث الذي كلما اجتث من أرض عاد ليفرّخ من جديد..
يتحرك حراسكم على مدار اللحظة، في كل بقعة من السجن الذي فلّ حديده، رجال صدقوا ما عاهدوا الله وشعبهم عليه، انتزعوا حريتهم من براثنكم؛ ليكملوا مسيرة نضالهم، ضد استخباراتكم المهزومة، فلن يلتئم كسرها مهما بلغت مهارة جراحيكم السياسيين، إلى أن تظهروا من الأرض التي دنستموها بغير حق وبمساعدة أعدائنا..
وَقَعَ جنودكم وضباطكم يا مائير في (حيص بيص) حِيرَتِهِمْ، يقيناً اهتزت عظامك واصطفقت عظام موشيه دايان الذي تلذذ يوماً بحرق المسجد الأقصى، وشرب نخب هزيمتنا عام /1967/ لكننا صفعناكم قبل موتكم في هزيمة تشرين أكتوبر/ 1973/.
توالت الصفعات راسمة أكف الصناديد على شواهد قبوركم.. ذاك تموز الجنوب، ومعارك غزة وقبل حرية أسرانا في سيف جلبوع؛ كان سيف القدس، وسيف هبتها.. أسدلي على قبرك ستائر الذل والهوان.. لن نهدأ قبل زوالكم ألا اعْتَبِروا..
من قال إن زمن المعجزات انتهى، علّ زمن الأنبياء هو المنتهي، ليبقى لنا إدراك معجزات من وهبوا أنفسهم لأوطانهم، ها هي معجزة النفق المبين تعلن نصراً جديداً ساحقاً يضحد قوتكم.. طوبى لمن أضافوا هزيمةً للصهاينة في سجل هزائمهم.
نجثو على الركب بخشوع أمام أصلب إرادة في تحدي الاستعمار العنصري الحديث إيمان وجرأة أسطورية تفوق البيان، ملاعقكم تتصدر قائمة أمضى الأسلحة، تلك التي حمَّلها مشغلو الإرهابيين لأدواتهم البشرية، وهم يساقون كالأغنام لتفجير أنفسهم على أنهم سيأكلون بها الطعام مع الملائكة والأنبياء في السماء..
ملاعق الأبطال رمزٌ لثمن الحرية المنشودة الذي سعيتم في طريقه سنوات، لا حياد عنها. أعيت نتائجها مخابركم العسكرية فائقة الدقة. ارفعوا اليوم صور مائير واكتبوا تحتها لن تكوني هانئة تحت التراب أيتها الشمطاء التي تغطرست ودايان زمناً..
ارفعوا رؤوسكم أيها الأبطال واكتبوا شعارات مجدكم، فهو حقكم المشروع الذي نُهب في زمن لم تولدوا فيه بعد. ليعلم العالم أن الحق لا يموت وأن حليب أمهاتكم الطاهر، بنى فيكم معالم الحرية، وقداسة القضية وعزيمة انتزاع الحق من غاصبيه.
يناصبنا الزمن اقتسام البطولة كل حين، ليثبت أن بوصلة سفينة حياتنا لا تحيد عن فلسطين، فمنها البداية لكل ما نعاني منذ وطئ أول صهيوني غاصب أول ذرة تراب فيها. ومنها تنطلق آيات النصر التي تكتب المجد على شمس كل أرض عربية مقاومة.
مهما حاول الصهاينة ترويع أهليكم بإشاعة القبض على الأبطال وتبقى دائرة النضال مثل نواعيرنا تدور لتنقل مياه الحرية إلى كل أرض عطشى لها في الداخل الفلسطيني أو في أي أرض من وطننا العربي.. ضربها تسونامي ربيعهم المشؤوم.
إضاءات – شهناز صبحي فاكوش